في حديثها ضمن برنامج “نبض العمق” الذي يُنشر على منصات جريدة “العمق” مساء كل جمعة، استعرضت الأستاذة الجامعية والمناضلة النسائية والحقوقية، لطيفة البوحسيني، واقع المجتمع المغربي والتحديات التي تواجهه. ولم تتردد في وصف الوضع الثقافي في المغرب بالتخلف الثقافي الحقيقي، معتبرة أن الحديث عن وجود تيارات حداثية أو علمانية في البلاد لا يتوافق مع الواقع.
وأوضحت الحسيني أنه لا وجود لتيار حداثي حقيقي في المغرب، منتقدة تلك التيارات التي تُطلق على نفسها “حداثية” في الوقت الذي لا تدافع فيه عن الحريات العامة، ولا تلتفت إلى انتهاكات حقوق الإنسان. وأضافت أن الحديث عن الحداثة يجب أن يكون مرتبطا بنظام ديمقراطي حقيقي يتضمن فصل السلطات واستقلال القضاء، وهي الأمور التي تعتبرها تحديات في المغرب.
كما انتقدت الجامعية ذاتها بشدة ما يسمى بالعلمانية في المغرب، موضحة أن العلمانية الحقيقية تعني فصل الدين عن الدولة، وهو ما لا يتحقق في الواقع المغربي. واعتبرت أن هذه “العلمانية” في المغرب تتناقض مع المفهوم الحقيقي للعلمانية الذي يفصل بين السلطات الدينية والسياسية.
وفي سياق حديثها عن محاولات الإصلاح، أشارت إلى أنه كانت هناك محاولات سابقة لتشكيل تيار إصلاحي نهضوي تحديثي، لكن هذه المحاولات فشلت ولم تستمر. وأوضحت أن التحديث الحقيقي يتمثل في تبني مشروع ديمقراطي حقيقي يؤمن بالاختلاف والتنوع، ويتيح مساحة للحوار والبناء المشترك والتوافقات الكبرى لصالح الوطن.
وفيما يتعلق بالواقع الحالي، أكدت الحسيني أن ما يميز الساحة السياسية والفكرية في المغرب اليوم هو التيار المحافظ الذي يعتبر العنوان السائد، مشيرة إلى أن هذا التيار يتسم أحيانا بالتشدد، ويغض النظر عن التحولات العميقة التي يعيشها المجتمع المغربي. ورغم ذلك، أكدت أن هناك نوعا آخر من المحافظين الأكثر اعتدالا، الذين يتخذون التحولات التي يعرفها المجتمع أداة للمطالبة بإصدار قوانين وتشريعات تصب في اتجاه هذه التحولات، وفق تعبيرها.
