أثار مولاي سعيد عفيف، رئيس الجمعية المغربية لطب الأطفال، قلقا بالغا بشأن عودة مرض بوحمرون (الحصبة) إلى الانتشار في بعض مناطق المغرب. وفي تصريحاته، أكد أن المرض كان يمكن تفاديه تماما بفضل اللقاح المتوفر والمجاني.
أشار عفيف في تصريح لجريدة “العمق” إلى أن الحملة الوطنية التي أطلقتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية سنة 2013، واستهدفت 11 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين تسعة أشهر و19 عامًا، نجحت في حماية المغرب من بوحمرون لمدة عشر سنوات. ومع ذلك، فإن انخفاض نسبة التغطية باللقاحات خلال جائحة كوفيد-19 تسبب في عودة المرض.
وأوضح أن المناطق الأكثر تضررا حاليا تشمل سوس ماسة، الحوز، والشمال، معتبرا أن وفاة أطفال بسبب مرض له لقاح ناجح وآمن، كما هو الحال مع بوحمرون، أمر غير مقبول في عام 2025، وقال: “عار أن يموت الأطفال بمرض له لقاح”، وأشار إلى أن المرض يمكن أن ينتقل من شخص مصاب إلى ما بين 12 و18 شخصًا آخرين، مما يجعله سريع الانتشار بشكل كبير.
وشدد عفيف على أن اللقاح الخاص ببوحمرون، الذي يتطلب جرعتين أساسيتين؛ الأولى في عمر تسعة أشهر والثانية في عمر 18 شهرا، متوفر مجانا في المراكز الصحية. وأشاد بالجهود التي تبذلها وزارة الصحة، بما في ذلك توفير وحدات متنقلة لتغطية المناطق النائية، لكنه دعا أولياء الأمور إلى دور أكبر في التأكد من استكمال أطفالهم لجدول التلقيح الخاص بهم.
كما أشار إلى حملة استدراكية جديدة أطلقتها وزارة الصحة تستهدف الفئة العمرية من تسعة أشهر إلى 18 سنة، بتعاون مع وزارة التربية الوطنية، حيث يتم التحقق من دفاتر التلقيح داخل المدارس والثانويات.
وفي مواجهة الشائعات التي تنتشر حول سلامة اللقاح، وصف عفيف تلك الادعاءات بأنها “معلومات مغلوطة وجرائم أخلاقية”، مؤكداً أن اللقاح آمن وفعّال، ولم يطرأ عليه أي تغيير منذ استخدامه قبل أكثر من أربعين عاما.
وأعرب عن أسفه لوفاة 50 طفلا دون سن 12 عاما بسبب بوحمرون، معتبرا أن هذه الأرقام مأساوية في ظل توفر لقاح يمكنه إنقاذ الأرواح. ودعا جميع الأسر إلى مراجعة دفاتر التلقيح لأطفالهم، والتوجه إلى المراكز الصحية أو الاستشارة مع الأطباء أو الصيدليات إذا كانت هناك شكوك حول استكمال الجرعات، مؤكدًا أن السيطرة على المرض مسؤولية جماعية تحتاج إلى تضافر الجهود بين الدولة والمجتمع.