التأم أعضاء المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، اليوم السبت، برحاب قصر المؤتمرات بسلا، في إطار الدورة التاسعة والعشرين للمجلس، وفي ظل بروز مجموعة من القضايا والوطنية وكذلك التنظيمية خلال الآونة الأخيرة، موازاة مع بداية النصف الثاني من الولاية الحكومية.
وعرّج المتدخلون من المجلس الوطني لـ”حزب الجرار” والقيادة الجماعية كذلك، في الجلسة الافتتاحية، على مكاسب القضية الوطنية خلال الآونة الأخيرة وضرورات التجاوب مع الدعوة الملكية الأخيرة بهذا الخصوص، مؤكدين على أولوية التفاعل مع المسائل المتعلقة بالشق الاجتماعي وضمان القدرة الشرائية للمواطنين وتخليق الحياة السياسية، مع إعمال الحرص على تنزيل أسس العدالة المجالية.
انتصارات ديبلوماسية
نجوى كوكوس، رئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، أكدت بداية أن “القضية الوطنية عرفت خلال الآونة الأخيرة تحقيق انتصارات دبلوماسية بقيادة ملكية حكيمة ومتبصرة، بما فيها الاعتراف الفرنسي الذي شكل موقفا صريحا واضحا رسميا؛ فهو كذلك نصر كبير للدبلوماسية المغربية التي جعلت من هذا الملف النظارة التي تنتظر بها إلى العالم”.
وثمّنت كوكوس، في كلمتها الافتتاحية، مضامين الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشرة والذي يدعو إلى اليقظة والتعبئة لتعزيز موقف البلاد وعدالة القضية والتصدي لمناورات الخصوم والتنسيق بين جهود الهيئات السياسية والرسمية والحزبية والمدنية”، مشيدة في السياق نفسه بما جاء في آخر بلاغ وزارة الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بخصوص قرار محكمة العدل الأوروبية.
وعرّجت رئيسة المجلس الوطني كذلك على محاولات الهجرة الجماعية لـ”15 شتنبر”، حيث أكدت أنها “تستدعي فتح نقاش جدي وصريح ويستدعي منا تحمل المسؤولية الكاملة والتزامنا كأغلبية حكومية بالوعود وتعميق العمل الحكومي على مستوى الاستثمار والتشغيل ومحاربة البطالة وتسريع الأوراش التنموية المفتوحة ببلانا بما يمنح دفعة قوية للسياسات الاجتماعية الحكومية ضد كل دعوات التيْئيس ونشر الإحباط في صفوف القاصرين”.
كما أكدت أن “قانون المالية لسنة 2025 سيقدم إجابات واضحة على التحديات المطروحة الأولوية على الأجندة الوطنية، ماليا واقتصاديا واجتماعيا وتنمويا، وسيأخذ بعين الاعتبار حساسية المسألة الاجتماعية بالبلاد”.
وزادت: “في الوقت الذي نفخر بما تحقق إلى غاية منتصف الولاية الحكومية من برامج وسياسات ومنجزات فإن ذلك لا يمنعنا من التنبيه إلى أن المحطة الحالية تقتضي ترتيبا على مستوى الأولويات ونجاعةً على مستوى الأداء وسرعةً في تنزيل الالتزامات والتعهدات الواردة في البرنامج الحكومي”.
في السياق نفسه أوضحت كوكوس أن “خصوما”، لم تذكرهم بالاسم الصريح، “يسعون إلى التشويش على مشروع حزب الأصالة والمعاصرة؛ بل وإن هناك منهم من يعتبره قد انتهى، لكنها مجرد أحلام يقظة لن تتحقق لهم يوما، حيث كلما اشتدت حملات استهداف الحزب ورموزه تحت مسميات ممارس حرية الرأي والتعبير، وهي براءٌ من ذلك، فتأكدوا أننا ماضون في الطريق الصحيح”، ذاكرة أن “حرية التعبير المكفولة دوليا ودستوريا لا تعني سب الناس واستهداف أعراضهم وذممهم والكذب والافتراء عليهم والمفتقد لأي دليل”.
الحاجة إلى التعبئة
محمد المهدي بنسعيد، عضو القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، ثمّن، من جهته، “النجاحات المغربية في الشق الدبلوماسي، والتي تبين تزايد الاقتناع الدولي بعدالة القضية الوطنية، خصوصا المواقف التي أبانت عنها دول صديقة وشقيقة بخصوص اعتبارها الحكم الذاتي بالصحراء المغربية أساسا وحيدا للحل”، منتقدا قيام “خصوم البلاد بتسخير ثروات شعوبهم ومحاولة نيل انتصارات زائفة”.
وأوضح بنسعيد، في معرض كلمته، بخصوص المسائل الوطنية أن “مختلف أوجه التقدم والإصلاحات التي نجحت فيها الحكومة، رغم الظروف الدولية وتوالي سنوات الجفاف، كانت بتوجيهات ملكية وبفضل الانخراط الكامل والمسؤول لباقي مكونات الأغلبية”.
كما ذكر أنه “على الرغم من كل هذا فإن البلاد لا تزال تواجه إشكاليات، لا سيما في المجال الاجتماعي والعدالة الترابية؛ فهناك مجموعة من الأقاليم، اليوم، في حاجة إلى الإنصاف على مستوى عائدات الثروة الوطنية والسياسات التنموية”، مشددا على أن “هذه التحديات تسائِلُنا جميعا، وتظل تأثيراتها قائمة على كثير من الفئات الاجتماعية”.
وأكد المسؤول الحزبي والحكومي “رفض تضخيم المعطيات والركوب عليها لتسجيل مواقف سياسية وسطحية ضد الحكومة؛ مما يمثل هدايا مجانية للخارج”، مشيرا إلى “ضرورة التعاون البناء بين المؤسسات الوطنية والمنتخبة والمزيد من الجدية الجماعية أثناء معالجة الأوراش الاجتماعية”.
كما ذكر أن “القدرة الشرائية للمواطنين تتصدر اهتماماتنا؛ بالنظر إلى ما تعرفه الأسواق الوطنية من ارتفاعات في المواد الأساسية، بشكل يؤثر على عملية الاقتناء لدى المغاربة، على الرغم من مجهودات الحكومة”، موردا أن “الدعم الذي همّ مجموعة من المواد، بما فيها اللحوم، لم ينعكس على أرض الواقع”.