أمام الأرقام المخيفة التي سبق أن أعلنتها وزارة التربية الوطنية بخصوص عدد المنقطعين، كشف وزير التربية الوطنية، محمد برادة، عن إحداث خلايا لليقظة على مستوى كل الإعداديات لمواكبة التلاميذ المعرضين لخطر الانقطاع عن الدراسة الذي يهدد آلاف التلاميذ في السلك الإعدادي على وجه الخصوص.
وضمن الإجراءات التي أشار إليها المسؤول الحكومي، في جواب كتابي عن سؤال النائبة البرلمانية، زينب امهروق، حول ظاهرى الهدر المدرسي، تعزيز الدعم المدرسي لفائدة التلاميذ الذين يعانون من صعوبات في التعلم والحرص على استكمال دراستهم إلى نهاية التعليم الالزامي.
وأورد جواب برادة، الذي اطلعت جريدة “مدار21” الإلكترونية على نسخة منه، أنه “سيتم الحرص على المواكبة التربوية للفتيات بالوسط القروي في مرحلة الانتقال من السلك الابتدائي إلى السلك الثانوي الإعدادي”، مسجلاً “ضرورة المساهمة في تقليص ظاهرة زواج القاصرات بالوسط القروي ومواكبة الفتيات للاستمرار في مسارهن الدراسي”.
وأحال الوزير ذاته على عدد المنقطعين برسم الموسم الدراسي 2022-2023 الذي يتوزع حسب الأسلاك التعليمية الثلاث إلى حوالي 58 ألفا و819 بالتعليم الابتدائي (ما يمثل 20 في المئة من مجموع المنقطعين) و156 ألفا و988 بالتعليم الثانوي الإعدادي (أي ما يمثل 53.5 في المئة من مجموع المنقطعين) و78 ألفا و651 بالتعليم الثانوي التأهيلي (أي ما يمثل 26.7 في المئة من مجموع المنقطعين).
وأوضح الوزير نفسه أن “المجهودات المبذولة مكنت من استرجاع 50 ألفا و448 تلميذاً، منهم 31 ألفا و838 مفصولاً عن الدراسة بفعل قرارات مجالس الأقسام و18.610 منقطعين خلال الموسم الدراسي 2023-2024، مشددا على أنه “تبعا للإحصائيات المتوفرة، فالسلك الثانوي الإعدادي، هو الذي يعرف تسجيل العدد الأكبر من المنقطعين بالمنظومة التعليمية، علما أن عدد المنقطعين بهذا السلك التعليمي عرف انخفاضا مهما بـ14.6 في المئة بالموسم الدراسي 2022-2021”.
وأكد المصدر ذاته حرص الوزارة من خلال برامج خارطة الطريق 2022-2026 على تنزيل برنامج “إعداديات الريادة” انطلاقا من الموسم الدراسي الحالي 2024-2025، وذلك على مستوى 232 إعدادية موزعة على جميع أقاليم وعمالات المملكة يتمدرس بها حوالي 200 ألف تلميذ، والتي تسعى إلى تقليص الهدر المدرسي.
وعن إيجابيات هذا البرنامج، أورد الجواب نفسه أنه “يوفر شروطا مادية جيدة ومحيطا جذابا يساهم في تحسين ظروف العمل لمجموع الفاعلين بالمؤسسات التعليمية المستهدفة واستكمالا للدينامية الجديدة التي عرفها التعليم الابتدائي خلال الموسم الدراسي 2023-2024، مع تنزيل مؤسسات الريادة بـ8 في المئة من مجموع مؤسسات التعليم الابتدائي العمومي”.
وأورد المصدر ذاته أنه تم توسيع نموذج مؤسسات الريادة بالسلك الابتدائي خلال الموسم الحالي 2024-2025 إلى 2626 مؤسسة، على أن يتم توسيع العمل بهذه المؤسسات بإدراج ألفين مؤسسة تعليمية سنويا في أفق التعميم برسم سنة 2028.
واعتبر برادة أن الهدر المدرسي من أهم التحديات الأساسية التي تحول دون تحقيق التطور المنشود لمنظومة التربية والتكوين، مشيراً إلى أن “التنامي المتزايد لنسب الهدر المدرسي يعتبر مظهرا من مظاهر هدر الرأسمال البشري الذي يعتبر ركيزة أساسية لكسب رهان التنمية”.
وبفضل المجهودات المبذولة من طرف الوزارة، يُبيِّن الوزير ذاته أنه “تم تسجيل تراجع ملحوظ في أعداد المنقطعين عن الدراسة”، مورداً “تقلص هذا العدد بنسبة 12 في المئة ما بين الموسمين الدراسيين 2021-2022 و 2022-2023، منتقلا من 334 ألف و664 إلى 294 ألف و458”.
وبتفصيل أدق، يسجل الجواب عينه أن نسب الانقطاع الدراسي على المستوى الوطني خلال هذه الفترة انتقلت من 5 في المئة إلى 4.4 في المئة أي بانخفاض بلغ 0.6 في المئة (ما يعادل من حيث الأرقام 40 ألف و206) مع أهمية الإشارة إلى أن 62 في المئة من مجموع هؤلاء المنقطعين يتجاوز سنهم 16 سنة، أي السن الإلزامي للتمدرس.
وعن تدابير محاصرة الهدر المدرسي بشكل عام، لفت الوزير ذاته إلى مواصلة توسيع العرض من المؤسسات التعليمية، حيث بلغ العدد الإجمالي لهذه المؤسسات خلال الموسم الدراسي 2024/ 2025 ما يناهز 12 ألفا و299 مؤسسة (منها 6 آلاف و828 بالوسط القروي)، تتوزع هذه المؤسسات على 8 آلاف و433 مؤسسة بالسلك الابتدائي، وألفين و298 مؤسسة بالسلك الثانوي الإعدادي وألف و568 مؤسسة بالملك الثانوي التأهيلي، إضافة إلى 12 ألفا و969 فرعية.
وفيما يخص تغطية الجماعات القروية بالتعليم الإبتدائي، أشار برادة إلى أنها نسبتها تصل إلى حدود 100 في المئة، فيما تصل هذه النسبة إلى 77.5 في المئة من الجماعات القروية التي تمت تغطيتها بسلك الثانوي الإعدادي برسم الموسم الدراسي 2024-2023، مبرزاً وصول التغطية بسلك الثانوي التأهيلي إلى 41.6 في المئة برسم نفس الموسم الدراسي.
وبالنسبة للمدارس الجماعاتية، أوضح الوزير ذاته أن عددها انتقل من 306 مدرسة جماعاتية برسم موسم 2023-2024 إلى 329 برسم موسم 2024-2025، علما أنه يستفيد من خدماتها حسب معطيات الخريطة التربوية لهذا الموسم الدراسي ما يناهز 82 ألف و970 تلميذ بالتعليم الابتدائي عنهم حوالي 39 ألف و722 تلميذة.