أعلن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تبنيه للتصريحات الأخيرة التي أدلى بها الكاتب الأول للحزب، إدريس لشكر، والتي هاجم فيها حركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، واصفًا عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها يوم 7 أكتوبر ضد إسرائيل بـ”النكسة الخطيرة”، محملًا المسؤولية لحماس بسبب اتخاذها القرار بشكل منفرد، دون التنسيق مع السلطة الفلسطينية.
وخلال لقاء صحفي بمقر الحزب بالرباط، الأربعاء، أكد لشكر أنه عند تلقيه خبر الهجوم، والذي وصفه البعض بـ”تحرير القدس”، قال بوضوح: “لا أرى فيه لا انتصارًا ولا تحريرًا”، منتقدًا تحويل النقاش من معاناة شعب ضحية إلى مسألة انتصار.
في افتتاحية جريدة “الاتحاد الاشتراكي”، شدد الحزب على أن موقف لشكر لم يكن مجرد تصريح سياسي محايد، بل كان صرخة تعكس انحيازه لضحايا العدوان، خصوصًا الأطفال والنساء والمشردين. كما تساءلت الجريدة عمّا إذا كان لشكر قد أسقط صفة المقاومة عن أي فصيل، مؤكدة أنه لم يهلل لانتصار اليمين الإسرائيلي المتطرف، بل تعلم من تاريخ الحركة الاتحادية أن الشهداء دائمًا على حق، وأن الأحياء مطالبون بحسن تقدير تضحياتهم.
وفي السياق ذاته، أكد الحزب أن الاحتلال لا يجب أن يخرج منتصرًا، وأن استعادة موازين القوى لصالح فلسطين تتطلب وسائل أخرى، قد تكون امتدادًا للمقاومة المسلحة أو بدائل عنها، وفق متطلبات معارك التحرر الوطني.
في المقابل، هاجم الاتحاد الاشتراكي من وصفهم بـ”الفلول” الذين اعتادوا تبخيس مواقف القوى التقدمية، متهمًا بعض الأطراف بتشويه تصريحات لشكر وتجزيئها لخدمة أجندات معينة. وأشار الحزب إلى أن الكاتب الأول كان واضحًا في تحميل الحكومة الإسرائيلية المتطرفة مسؤولية انفجار الأوضاع في الأراضي المحتلة، محذرًا من دفع المدنيين الثمن.
كما دافع الحزب عن موقف لشكر، مؤكدًا أن انحيازه للشعب الفلسطيني واضح وثابت، متهمًا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته الفاشية بالمسؤولية عن التصعيد، مشيرًا إلى أن تصريحات لشكر تأتي من حرصه على المصلحة الفلسطينية ومن منظور استراتيجي يأخذ بعين الاعتبار موازين القوى الإقليمية والدولية.
وخلص الاتحاد الاشتراكي إلى أن قيادته سبق أن التقت بقادة حماس في أوقات السلم، وحذرت من تحول المقاومة إلى أداة ضمن صراعات إقليمية، مؤكدة انفتاحها على الحوار المستقبلي مع كافة الفصائل الفلسطينية، بهدف دحر الاحتلال وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.