تنتشر ظاهرة الانتفاخ في الجهاز الهضمي بين كثير من الأشخاص في مراحل مختلفة من حياتهم، وقد يرجع ذلك إلى العادات الغذائية غير الصحية أو اختيارات الطعام غير المناسبة أو حتى بعض الحالات الطبية الكامنة. وفي الوقت الذي يعزو فيه البعض سبب الشعور بالانتفاخ إلى تناول أطعمة صعبة الهضم، يؤكد خبراء التغذية أن الإفراط في تناول السكر، لا سيما السكر المضاف والمشروبات المحلّاة، قد يضاعف بشكل ملحوظ تلك الأعراض.
يوضح موقع “onlymyhealth” أن تناول كميات زائدة من السكر قد يؤدي إلى اختلال توازن بكتيريا الأمعاء النافعة، مما يتيح مجالاً أكبر لنمو البكتيريا الضارة. وينتج عن هذا الخلل حدوث التهابات وتجمّع الغازات في البطن، وهو ما يُترجم إلى انتفاخ وعدم ارتياح قد يتفاقم بمرور الوقت. وفي بعض الحالات الحادة، يمكن أن يساهم ذلك في مشكلات أكثر خطورة، مثل متلازمة الأمعاء المتسرّبة والتهاب الأمعاء.
تظهر علامات واضحة على ارتباط الانتفاخ المزعج بتناول السكر لدى بعض الأشخاص، إذ قد يشعرون بالانتفاخ بعد فترة وجيزة من تناول الأطعمة أو المشروبات السكرية. كذلك، قد يتعرض هؤلاء لآلام البطن، والغازات، والإسهال أو الإمساك، إلى جانب تحسّن ملحوظ في الأعراض عند تقليل كمية السكر المستهلكة يوميًا. وتشير هذه الحالات إلى أن الجسم يجد صعوبة في هضم بعض أنواع السكر مثل اللاكتوز والفركتوز، مما يؤدي إلى تخمّرهما في القولون وإطلاق الغازات.
يحذّر الأطباء من تجاهل الانتفاخ المستمر والمتكرر، خصوصًا إذا استمر لأسابيع أو أشهر وأثّر بشكل سلبي على جودة الحياة. وتشمل الأعراض المقلقة فقدان الوزن غير المبرر، والبراز الدموي، والغثيان المستمر، أو صعوبة في البلع؛ إذ ينصح المتخصصون بضرورة اللجوء إلى الطبيب في هذه الحالات لاستبعاد أي أمراض خطيرة أو حالات تستدعي تدخلاً طبيًا عاجلاً.
ينصح خبراء التغذية باتباع خطوات بسيطة للحدّ من تناول السكر، تبدأ باستبدال السكر العادي بمحليات طبيعية مثل العسل والستيفيا، مع مراعاة الاعتدال في استخدامها. كما يُفضّل تجنّب الأطعمة والمشروبات المعالجة والمصنّعة، والتركيز على تناول الفواكه الطازجة الكاملة لإمداد الجسم بالألياف والعناصر الغذائية المفيدة. وإلى جانب ذلك، يبقى الطهي المنزلي من أفضل الخيارات، لأنه يسمح بالتحكم في كمية السكر المضافة، فضلاً عن أهمية شرب الماء بانتظام لدعم عملية الهضم والتقليل من الانتفاخ.