شهدت السدود المغربية تحسنًا كبيرًا في مخزونها المائي خلال الـ 24 ساعة الماضية، بفضل التساقطات المطرية الأخيرة التي شملت مناطق مختلفة من المملكة. ووفقًا للبيانات الرسمية المسجلة حتى يوم الأربعاء 19 مارس 2025، ارتفعت نسبة الملء الإجمالية إلى 36%، ما يعادل 6064 مليون متر مكعب من المياه، وهو ما يعكس تحسنًا ملحوظًا مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وتواصل معدلات الملء ارتفاعها، حيث كانت النسبة خلال نفس الفترة من السنة الماضية لا تتجاوز 26.6%، بحجم 4293 مليون متر مكعب، ما يعني زيادة بحوالي 1.77 مليار متر مكعب في المخزون المائي. ويساهم هذا الانتعاش في تعزيز الموارد المائية بالمملكة، في ظل التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية.
وسجلت الأحواض المائية تفاوتًا في نسب الملء، حيث حقق حوض اللوكوس أعلى نسبة بلغت 58.12%، متبوعًا بحوض أبي رقراق بنسبة 56.19%، ثم حوض تانسيفت بنسبة 54.37%. وعلى الجانب الآخر، لا يزال حوض أم الربيع يواجه تحديات مائية، إذ لم تتجاوز نسبة الملء فيه 9.68%، ما يبرز الحاجة إلى مزيد من التدابير الاستراتيجية لتعزيز المخزون في هذه المناطق.
وشهد عدد من السدود ارتفاعًا ملحوظًا في منسوبها، إذ وصل سد الشريف الإدريسي بإقليم تطوان إلى نسبة ملء بلغت 100%، بعد كميات الأمطار الغزيرة الأخيرة، بينما سجل سد الوحدة زيادة تجاوزت 21.1 مليون متر مكعب، مما ساهم في رفع نسبة ملئه إلى مستوى مريح.
ويعكس هذا الانتعاش المائي بارقة أمل لتحسين الوضع المائي بالمملكة، خصوصًا في ظل تزايد الطلب على المياه للري والاستهلاك اليومي. ومع استمرار موسم الأمطار، يُتوقع أن تواصل السدود تحقيق نسب ملء أعلى، ما سيكون له أثر إيجابي على القطاع الفلاحي وضمان التزويد بالمياه الصالحة للشرب. في هذا السياق، تظل إدارة الموارد المائية بحكمة واستدامة ضرورة ملحة لضمان تأمين احتياجات الأجيال القادمة من هذه الثروة الحيوية.