
الأربعاء 5 مارس 2025 – 21:29
عاش سكان مدينة برشيد، ضواحي الدار البيضاء، ساعات من الجحيم منذ مساء أمس الثلاثاء حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، بعدما تسببت التساقطات المطرية الغزيرة في إغراق طرق ومنشآت حيوية وحساسة، وأدت إلى توقيف حركة القطارات بعدما ارتفعت مستويات المياه إلى قضبان السكك الحديدية، وأوقفت حركة المرور على مستوى شوارع رئيسية، مثل شارع عبد الله الشفشاوني بالحي الحسني، وقنطرة الربيع الرابطة بين وسط وغرب المدينة، ما استنفر السلطات الإقليمية والمحلية والمصالح الجماعية.
واستنفر المجلس الجماعي لبرشيد مصالح الشركة الجهوية متعددة الخدمات لجهة الدار البيضاء- سطات SRM، لغاية تصريف كميات ضخمة من مياه الأمطار في الشوارع، واستدعى العمال العرضيين وآليات الجماعة من أجل المساهمة في جهود ضخ المياه خارج المسالك الحيوية للمدينة، حيث تواصلت الأشغال حتى الساعات الأولى من الصباح، بسبب استمرار وتيرة التساقطات بمستويات عالية، وغياب فضاءات لتصريف المياه، بعدما امتلأ حوض مخصص لهذا الغرض، وفاض عن آخره، ووجدت فرق التدخل صعوبات في التخلص من المياه التي جرى ضخها.
وأفاد طارق القادري، رئيس مجلس جماعة برشيد، في تصريح لهسبريس، بتشكيل المجلس خلية أزمة مباشرة بعد تسبب التساقطات في الإضرار بمنشآت حيوية، مثل خط السكك الحديدية ومقري ولاية الأمن وعمالة الإقليم، بالإضافة إلى قناطر ومحاور طرقية، مشددا على أن الجماعة استنفرت الموظفين والأعوان، وكذا الشاحنات والآليات، من أجل تقديم المساعدة للشركة الجهوية متعددة الخدمات، ومؤكدا حضور وإشراف نور الدين أوعبو، عامل إقليم برشيد، على تدخلات فرق العمل، التي انتشرت في مناطق مختلفة من المدينة.
وأضاف القادري أن برشيد تعاني من غياب أحواض كبيرة لتصريف مياه الأمطار، فيما يرتقب تحويل المياه التي جرى ضخها إلى “واد مرزك” كحل مؤقت، في أفق إيجاد وسائل دائمة لمعالجة المياه المتأتية من تساقطات غزيرة، مثل التي تشهدها المدينة منذ أمس، مشيرا إلى عزم المجلس الجماعي على اتخاذ تدابير فورية للحيلولة دون تكرار الفيضانات في الطرق والمحاور والمنشآت الأساسية، والعمل على بحث مشاريع جديدة بالتنسيق مع الشركة الجهوية متعددة الخدمات، لتدبير وتثمين مياه الأمطار.
وتناسلت الصور ومقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي حول الفيضانات التي طالت مناطق عديدة في برشيد، مرفقة بانتقادات للمصالح الجماعية حول هشاشة البنية التحتية، ومطالب بإيفاد لجنة خاصة من وزارة الداخلية للتحقيق في أسباب الأضرار التي ألحقتها الأمطار بطرق ومنشآت حساسة في المدينة.
وينتظر المجلس الجماعي لبرشيد استفسارات لجنة من المفتشية العامة للإدارة الترابية حلت بالجماعة قبل أشهر في سياق مهام تفتيش شملت مجموعة من الجماعات في جهة الدار البيضاء- سطات، حيث أخضع المفتشون مصلحة الوعاء الجبائي للافتحاص، وكذلك الأمر بالنسبة إلى مصلحة الرخص وتدبير الممتلكات الجماعية والمنازعات القانونية والقضائية؛ فيما عرفت الجماعة التابعة لنفوذ إقليم برشيد زيارة من لجنة تفتيش من المجلس الجهوي للحسابات، ركزت على مطابقة مجموعة من الإجراءات التسييرية للمجلس للضوابط القانونية الجاري بها العمل.