في أجواء مليئة بالحماس والإثارة بمدينة ميلانو الإيطالية، لم يتمكن المنتخب المغربي من تحقيق حلم التأهل إلى نهائي بطولة العالم لدوري الملوك “Kings League”.
وانتهت المباراة التي جمعت بين المغرب وكولومبيا مساء الجمعة، بفوز كولومبيا بهدفين مقابل هدف، مما وضع حداً لمسيرة الأسود في البطولة المثيرة.
وبدأ اللقاء باندفاع قوي من المنتخب المغربي، حيث تمكن هداف الدورة نادر اللواح من افتتاح التسجيل في الدقيقة الثالثة، ما أشعل حماس الجماهير المغربية التي تابعت المباراة بشغف.
ولكن، سرعان ما استعادت كولومبيا توازنها، وتمكنت من تسجيل هدف التعادل عبر خوليو بيريا في الدقيقة السابعة، قبل أن يحسم أنخيلو كارو النتيجة بتسجيل الهدف الثاني في الدقيقة 19.
ورغم محاولات المنتخب المغربي للعودة في النتيجة، إلا أن الحظ لم يكن حليفهم. فقد سجل امبارك بوصوفة هدفًا رائعًا، إلا أن تقنية الفيديو المساعد “الفار” ألغته بداعي التسلل، مما أثار جدلاً واسعًا بين الجماهير.
بهذه النتيجة، تأهلت كولومبيا للنهائي لملاقاة الفائز من مواجهة البرازيل والمكسيك، فيما المنتخب المغربي سيخوض مباراة أخرى لتحديد المركز الثالث.
وبدأ المنتخب المغربي مشواره في البطولة ببداية صعبة، حيث خسر مباراته الأولى أمام كولومبيا بنتيجة كبيرة (4-1)، ما أثار تساؤلات حول قدرة الفريق على التأقلم مع قوانين البطولة الجديدة.
ورغم هذه البداية المهزوزة، أثبت الأسود أنهم لا يستسلمون بسهولة، وعادوا بقوة ليقدموا أداءً مذهلاً في المباريات التالية.
في لقاء لا يُنسى ضد أوكرانيا، اكتسح المنتخب المغربي خصمه بتسعة أهداف مقابل هدفين، في عرض كروي ساحر أبرز إمكانيات اللاعبين.
وتواصل التألق المغربي بفوز مثير على اليابان بأربعة أهداف لهدفين، ما أعاد الآمال بإمكانية الوصول إلى المراحل النهائية.
إثارة البطولة بلغت ذروتها في مباراة ربع النهائي أمام المنتخب الأمريكي، التي شهدت تعادلاً مثيرًا (7-7) قبل أن تحسم ضربات الترجيح الموقف لصالح المغرب.
بفضل تألق الحارس المغربي وتصدياته الرائعة، تمكن الأسود من حجز بطاقة التأهل إلى نصف النهائي وسط احتفاء جماهيري كبير.
ما يميز دوري الملوك هو قوانينه الفريدة التي تضيف طابعاً خاصاً على المنافسة. تُلعب المباريات بفرق مكونة من 7 لاعبين، منهم حارس مرمى و6 لاعبين ميدانيين، في شوطين مدة كل منهما 20 دقيقة. كما يُسمح بإجراء تغييرات غير محدودة، مما يضيف ديناميكية للمباريات ويزيد من التحدي للفرق المشاركة.
ورغم الخروج من نصف النهائي، أظهر المنتخب المغربي روحاً قتالية وأداءً مشرفاً يعكس إمكانيات اللاعبين المغاربة في التكيف مع مختلف أنواع المنافسات.
وبقيادة لاعبين مخضرمين مثل امبارك بوصوفة وزكرياء حدراف وعصام الراقي، قدم الفريق عروضاً لن تُنسى في هذه البطولة.
على الرغم من أن الحلم المغربي في هذه النسخة من دوري الملوك قد انتهى، إلا أن الأداء العام للمنتخب برئاسة ستريمر إلياس المالكي كان مشرفاً وواعداً.
هذه المشاركة أكدت قدرة اللاعبين المغاربة على مواجهة منتخبات عالمية في بطولات ذات طابع مختلف ومبتكر.
وسيظل المشجعون المغاربة يتذكرون اللحظات المثيرة والانتصارات الحماسية التي قدمها المنتخب في البطولة، منتظرين بفارغ الصبر المشاركات المقبلة للأسود في مثل هذه البطولات العالمية، حيث يبقى الأمل قائماً بتحقيق إنجازات جديدة ورفع راية المغرب عالياً.