الأربعاء, يناير 29, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيالأحزاب السياسية في وحل الطوفان.. – لكم-lakome2

الأحزاب السياسية في وحل الطوفان.. – لكم-lakome2


وقفنا في مقالة سابقة على مأساة ″الأحزاب المحافظة″ بخصوص القضايا المصيرية للعالم العربي الإسلامي على ضوء طوفان الأقصى والأسئلة المعلقة التي مازال يطرحها – أنظر مقال ″طوفان الأقصى ومأزق العمل السياسي″ بالموقع – وسنقف في هذه المقالة بلغة بسيطة جدا على ملهاة ″الأحزاب الحداثية″ بعد عقود من التجربة السياسية في إطار الدولة الوطنية دون الدخول بطبيعة الحال في التفاصيل النظرية أو التفسيرات التاريخية لأن موضوع المقال ليست هذه الإشكالية بالتحديد بل الجانب العملي من العمل السياسي الذي نعاينه في حياتنا العادية والذي يؤثر علينا بشكل أو بآخر.

آراء أخرى

لنبدأ إذن دون لف أو دوران ونقول أنه يحق لنا أمام هذا الصمت الفاضح لما وقع في قطاع غزة من مجازر وحشية تفوق طاقة العقل البشري على الحمل والتحمل أن نطرح السؤال التالي :
– ما هي الإضافة النوعية لهذه التنظيمات الحزبية فيما يخص استقلال القرارات السيادية للدول التي تنتمي إليها عن الوصاية الأجنبية؟
باستثناء حالات معزولة لا داعي لذكرها، عجزت هذه ″الأنظمة الشخصية″ كل العجز عن إدخال الغذاء والدواء إلى غزة المحاصرة منذ أزيد من عام كامل.
أكثر من هذا، تواطأ البعض منها في الإبادة الجماعية لأطفال ونساء وشيوخ غزة بلا حياء أو استحياء.
(أنظر كتاب ″الحرب″ للصحفي الإستقصائي الأمريكي بوب ودوورد)
بل وفي استحمار- مفهوم للمفكر الإيراني علي شريعتي- لا يعقل واحتقار لعقول شعوبها، دخلت أبواق هذه الكائنات الغريبة عن الأرض والتاريخ في مزاد علني لوصف ما لا يوصف من الإنتهاكات والفظاعات في قطاع غزة وكأن الأمر مسابقة في فن الخطابة أو البلاغة.

هذا يضع النقاط على الحروف في نفاق صارخ..وذاك يندد بما بين السطور في كذب واضح..وآخر يمطط العبارات وينط كالسنجاب بين الكلمات الشائكة..يقول ما لا يعني ويعني ما لا يقول..يصرح ثم يصحح..وما بين التصريح والتصحيح مساحة للتدقيق والتمحيص..إلى أن يتبخر الكلام وينام اللسان.
مواقف شفوية بألوان رمادية..هي حصيلة قرن من المماحكات السياسية..بإيديولوجيات ملونة من المستقبل الجميل تزين سماء العالم العربي الإسلامي الملبدة بالغيوم للحظات ما تلبث أن تختفي كقوس قزح.
وفي الوقت الذي كان فيه الغرب والشرق يحكمان قبضتهما حول كلمات ومقدرات وثروات هذه الدول، كان محترفو السجال والانفعال ينسجون لوحات سوريالية لخصوم وهميين وخصومات خيالية بين آلهة التراجيديا الإغريقية..فصل لإله الحرب وفصل لإله الخمر وفصل لإله الحب وفصل لإله الموت…
وتمر الأيام والليالي وجمهور البلهاء والمغفلين يترقبون النهاية التي لا تقترب.

كانت التراجيديات الإغريقية تستمر لسنة كاملة وربما أكثر..توقد نار بعد نار..يغادر المغادرون ويبقى الحاضرون..يتناوبون على حضور الفصول انتظارا للفصل الأخير في انضباط وصبر عجيبين.
وعلى نفس المنوال سارت البرلمانات العربية. تارة تميل ناحية اليمين وتارة ناحية الشمال وتارة تقف في الوسط وتارة تصعد إلى أعلى وتارة تلتصق بالتراب وتارة تغلق الأبواب إلى إشعار آخر..تغير من الديكورات والشخصيات والحوارات…لتبدو القضايا القديمة في لبس جديد يلتبس على غيرها لا عليها.
عقود من التلبيس والتدليس…إلى أن جاء الطوفان.

انكشف الغطاء وانهار كل شيء. تداعت قلاع الأفكار والقناعات والفلسفات بفعل شلالات الدماء والأشلاء.
لا حقيقة تربو فوق ركام الأجساد المتحللة في الشوارع.
بماذا أفادتنا صراعات الديكة الإيديولوجية؟
على رؤوسنا ترقد ديكة رومية من مختلف الأحجام والألوان تنقب في التراب عن حبات أفكارنا مخافة أن تنبت أشجار الشوك والأمل..و″في كل حاراتنا ديكة عصبية سادية عدوانية كل مواهبها أن تطلق نيران مسدساتها الحربية على رأس الكلمات″(نزار قباني بتصرف)
في ظل الخطر المحدق بالحياة لا معنى لبناء المستقبل على الورق..لا معنى لتناطح الأفكار من الأرض أو من السماء عندما تتساقط الأجساد على الأرض وتتصاعد الأرواح إلى السماء.

أين سهامكم التي كنتم تصوبونها بلا انقطاع نحو آلهة السماء؟
لماذا لا تصوبونها نحو آلهة الأرض المتجبرة هناك في فلسطين؟
أين أقدامكم الطولى في التقدم والإقدام؟
عفوا..لقد حافظتم على رباطة جأشكم أكثر من المحافظين..ورجعتم وتراجعتم إلى الوراء أكثر من الرجعيين..إن هذا الموقف بالتأكيد سيحسب لكم.
قداسة الدماء لا تقاس بقداسة آلهة السماء..أليس كذلك؟
إنكم أذكياء جدا..نحن نرفع قبعاتنا عاليا لكم.



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات