الخميس, مارس 6, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربياكتشاف مستوطنة برونزية قديمة في المغرب يعيد كتابة تاريخ المنطقة ت -...

اكتشاف مستوطنة برونزية قديمة في المغرب يعيد كتابة تاريخ المنطقة ت – أشطاري 24 | Achtari 24


تعد مستوطنات العصر البرونزي في أوروبا من بين أكثر الاكتشافات التاريخية توثيقًا، لكن بلاد المغرب العربي، على الرغم من قربها الجغرافي، ظلّت غائبة عن هذه الروايات لوقت طويل. وكان يُعتقد خطأً أن المنطقة كانت “أرضًا قاحلة” حتى وصول الفينيقيين في نحو عام 800 قبل الميلاد. لكن الاكتشاف الجديد الذي قاده الباحث حمزة بنعطية ميلجاريجو من جامعة برشلونة في منطقة قشقوش قرب مدينة تطوان يكشف عن أول قرية تعود إلى العصر البرونزي في هذه المنطقة الجغرافية، متفوقة بذلك على التاريخ الفينيقي في المنطقة.

وبحسب نتائج البحث المنشورة في مجلة Antiquity، فإن الحفريات التي أجريت في منطقة قشقوش، الواقعة شمال غرب المغرب، أكدت وجود مستوطنات بشرية يعود تاريخها إلى الفترة ما بين 2200 و600 قبل الميلاد. ويعتبر هذا الاكتشاف دليلاً على أن المنطقة كانت جزءًا من تاريخ البحر الأبيض المتوسط منذ وقت مبكر، مستثناة من استثناءات مثل مصر.

وقد قاد حمزة بنعطية ميلجاريجو، طالب الدكتوراه في كلية الجغرافيا والتاريخ بجامعة برشلونة وعضو مجموعة أبحاث الآثار الكلاسيكية والبدائية في الجامعة، فريقًا دوليًا من الباحثين لدراسة المستوطنة البرونزية في قشقوش، والتي تمتد على مساحة تقارب الهكتار بالقرب من واد لاو، على بعد 10 كيلومترات من الساحل الحالي. وتقع المنطقة قرب مضيق جبل طارق، على بُعد 30 كيلومترًا جنوب شرق مدينة تطوان.

وأظهرت الحفريات التي تمّت في الموقع ثلاث مراحل رئيسية من الاحتلال البشري، أبرزها المرحلة الأولى التي تمتد من 2200 إلى 2000 قبل الميلاد، حيث كانت المستوطنة صغيرة لكنها ذات أهمية تاريخية، في وقت يشهد انتقالًا من العصر البرونزي في شبه جزيرة أيبيريا.

أما المرحلة الثانية التي تغطي الفترة من 1300 إلى 900 قبل الميلاد، فتمثل أوج ازدهار المجتمع المحلي، حيث تم بناء مجتمع زراعي مستقر، وهو أول دليل على الاستقرار البشري في المغرب قبل وصول الفينيقيين. وتكشف الحفريات عن منازل مبنية من مواد خشبية وصوامع محفورة في الصخر، إلى جانب أدوات زراعية تعكس اقتصادًا يعتمد على المحاصيل الزراعية مثل الشعير والقمح، إلى جانب تربية الأغنام والماعز والأبقار.

وفي المرحلة الثالثة، التي تمتد من 800 إلى 600 قبل الميلاد، يظهر التأثير الثقافي للبحر الأبيض المتوسط من خلال إدخال الفخار الدوار والأدوات الحديدية والممارسات المعمارية الجديدة التي استخدمت الحجر. يوضح هذا التفاعل الثقافي كيف اندمجت المجتمعات المحلية مع شبكات التبادل التجاري والثقافي في البحر الأبيض المتوسط.

وفي تعليق على الاكتشاف، قال بنعطية ميلجاريجو: “يعد موقع قشقوش أحد أقدم الأمثلة الموثقة للاستيطان المستمر في المغرب العربي، ويكشف عن تاريخ مختلف تمامًا عن الرواية السائدة التي كانت تُصور المنطقة على أنها معزولة”. وأضاف: “تعد الحفريات خطوة مهمة نحو تصحيح التحيزات التاريخية، حيث تُظهر أن المغرب كان جزءًا نشطًا من الشبكات الثقافية والاقتصادية في البحر الأبيض المتوسط”



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات