يُطل شغب الملاعب برأسه مجددًا في المغرب، ليكشف عن ظاهرة لا تزال تؤرق كرة القدم الوطنية، وهذه المرة كانت ساحة الأحداث هي الملعب البلدي بمدينة خنيفرة، خلال مباراة جمعت بين شباب أطلس خنيفرة والكوكب المراكشي والتي انتهت بالتعادل السلبي ضمن الجولة العاشرة من القسم الاحترافي الثاني.
وكان المشهد صادمًا، حيث تحولت مدرجات المشجعين إلى ميدان معركة امتدت إلى أرضية الملعب، لتعيد للأذهان حوادث شغب مشابهة لطالما أساءت لصورة الكرة الوطنية.
وبدأت الأحداث عندما اقتحمت جماهير شباب أطلس خنيفرة أرضية الملعب في لحظة غضب، لتتبعها اشتباكات وتراشق بالحجارة مع جماهير الكوكب المراكشي.
في تلك اللحظات، ساد الفوضى والتوتر، وتحول المشهد من مباراة رياضية إلى تصعيد خطير جعل الجميع يترقب ما ستؤول إليه الأمور.
وحاول رجال الأمن التدخل للسيطرة على الوضع، لكن ذلك لم يمنع وقوع إصابات بين المشجعين، في مشهد أليم يُظهر عمق أزمة شغب الملاعب في المغرب.
وتسبب الشغب في إيقاف المباراة لدقائق طويلة، حيث تأجل انطلاق الشوط الثاني حتى تمت السيطرة على الوضع.
وواجه رجال الأمن صعوبة في تهدئة الجماهير الغاضبة، إلا أن جهودهم حالت دون تفاقم الوضع إلى ما هو أسوأ.
اللقاء الذي كان ينتظر أن يكون فرصة لإبراز مهارات اللاعبين وتحقيق المتعة الجماهيرية، انتهى بالتعادل السلبي صفر لمثله، لكن الحديث عن النتيجة الرياضية أصبح هامشيًا مقارنة بما جرى خارج الخطوط.
هذا الحادث ليس الأول من نوعه، إذ تعيد هذه الأحداث فتح ملف شغب الملاعب الذي أصبح ظاهرة تُقلق الشارع الرياضي المغربي.
وتُظهر الأحداث التي شهدها الملعب البلدي بخنيفرة الحاجة الملحّة لإيجاد حلول جذرية لهذه الظاهرة التي تعيق تطور الكرة الوطنية، خاصة في ظل استعداد المملكة لاستضافة أحداث كروية عالمية كبرى.
وتتزايظ علامات الاستفهام حول الأسباب الحقيقية لهذه الظاهرة، وما إذا كانت العقوبات المفروضة كافية لردع السلوكيات غير المسؤولة.
هناك من يرى أن غياب برامج التوعية الموجهة للشباب وعدم توفير بيئة رياضية آمنة قد يكونان من الأسباب الرئيسية وراء انتشار هذه السلوكيات.
في المقابل، يرى آخرون أن التشديد في تطبيق القوانين والعقوبات ضد المخالفين قد يكون الحل الأنسب لإيقاف مسلسل الشغب الذي يُلحق أضرارًا جسيمة بالملاعب وبصورة الرياضة المغربية ككل.