الإثنين, يناير 6, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيافتتاحية الدار: الجزائر بلد الطوابير.. حين تصبح العزلة اختيارًا والنظام مافياويًا

افتتاحية الدار: الجزائر بلد الطوابير.. حين تصبح العزلة اختيارًا والنظام مافياويًا


الدار/ افتتاحية

في عالم يتغير بسرعة، ويزداد انفتاح الدول على بعضها لتحقيق التكامل الاقتصادي والسياسي، يبرز نموذج غريب لبلد يعيش سكانه في طوابير يومية للحصول على أبسط مقومات الحياة، وكأنه في حالة حرب مستمرة.

لا طوابير الطعام أو الوقود جديدة على الأزمات الإنسانية، لكنها في الجزائر تتكرر بشكل منظم حتى باتت مشهدًا يوميًا مألوفًا، وكأنها جزء من هوية هذا البلد.

يعيش هذا البلد في عزلة شبه كاملة، مفروضًا عليه من العالم أو اختارها طواعية من خلال سياسات تفتقر إلى الواقعية. المنافذ مغلقة، الأسواق خالية، والعملة الوطنية تفقد قيمتها بوتيرة متسارعة، ما يجعل البقاء على قيد الحياة تحديًا بحد ذاته.

بينما العالم يوقع اتفاقيات الشراكة ويعتمد التكنولوجيا لتطوير اقتصاده، يصر هذا البلد على البقاء خارج المنظومة العالمية، متمسكًا بخطاب يُعيد للأذهان زمن الحرب الباردة.

من يدير هذا البلد؟ سؤال يتبادر إلى أذهان المراقبين. الأوصاف تقترب من كونه نظامًا مافياويًا، حيث تُدار الدولة بمنطق القوة والفساد. الموارد تُنهب، والشعب يعاني، بينما تزداد النخب ثراءً.

يتم إسكات المعارضين بكل الوسائل الممكنة، من التهميش إلى القمع المباشر، ما جعل هذا النظام أقرب إلى شبكة مافيا تنظم عملياتها بإحكام، وتبرر أفعالها بخطاب وطني زائف.

الأكثر غرابة، أن هذا النظام الذي يكرس الفوضى الداخلية ويدير دولته كعصابة، يرفع صوته في المحافل الدولية مطالبًا بإصلاح مجلس الأمن.

وكأنه يحاول إقناع العالم بأنه نموذج يُحتذى في العدل والشفافية. كيف لنظام يعيش على الطوابير والعزلة ويفتقد لأدنى معايير الحكم الرشيد أن يطالب بإصلاح مؤسسة عالمية؟ أليست هذه أكبر مفارقة؟

إن مثل هذا البلد يقدم نموذجًا لما يمكن أن يحدث عندما تُدار الدول بمنطق الأنانية والفساد، وتُعزل عن العالم الخارجي بفعل قرارات سيئة وممارسات غير مسؤولة. إنه درس للمجتمعات في أهمية المحاسبة الداخلية، والتعاون مع العالم لبناء مستقبل أفضل.

الطوابير قد تنتهي، والعزلة قد تُكسر يومًا ما، لكن الأهم هو كيف يختار الشعب أن يعيد صياغة هويته، وكيف يتحرك العالم لإنقاذ شعوب تُحتجز داخل أسوار العزلة والفساد.





Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات