اعتقال مغربي في ألمانيا: جاسوس أم ناشط ريفي؟

مدة القراءة: 2′

بحسب إعلان النيابة العامة الفيدرالية الألمانية الذي نقلته وكالة الأنباء الفرنسية يوم الخميس، تم اعتقال مغربي يُدعى يوسف العسرُوتي يوم الأربعاء في مطار فرانكفورت. وُجهت إليه تهمة التجسس على ناشطين في حراك الريف منذ يناير 2022، وهو حركة احتجاجية نشأت في منطقة الريف شمال المغرب.

وفقًا للنيابة العامة، تعاون يوسف العسرُوتي مع شخص يُدعى محمد أ.، حُكم عليه في غشت 2023 بالسجن سنة وتسعة أشهر مع وقف التنفيذ من قبل محكمة دوسلدورف بتهم مماثلة.

وقبل اعتقاله في ألمانيا، تم توقيف يوسف العسرُوتي في إسبانيا في الأول من دجنبر 2024 بموجب مذكرة توقيف أوروبية. وبعد ستة أسابيع من الاحتجاز، تم تسليمه إلى ألمانيا. وعرض على قاضٍ يوم الخميس، ليتم وضعه رهن الحبس الاحتياطي.

وتظهر تفاصيل متضاربة حول مساره. ووفقًا لمصادر مقربة من الملف، وُصف العسرُوتي كناشط راديكالي مقيم في أوروبا، قام بعدة أعمال مناهضة للمغرب. كما أنه عضو نشط في “التيار الجمهوري”، الذي يجمع ناشطين من حراك الريف في أوروبا. ووفقًا لذات المصادر، تبنى مواقف حادة ضد المملكة المغربية ودعا علنًا إلى استقلال الريف.

رغم أنه ليس من أصول ريفية، تعاون العسرُوتي بشكل وثيق مع جابر الغاديوي، المعروف بـ”يوبا”، وهو شخصية بارزة في حزب “القوميين الريفيين” ومقره دوسلدورف. تحت تأثير يوبا، شارك العسرُوتي في مشاريع وصفتها السلطات المغربية بأنها تخريبية.

تصاعد نشاطه بعد محاولة ترحيله من ألمانيا في عام 2018، حيث تم سجنه بسبب إقامته غير القانونية. وعلى الرغم من تقديم طلب لجوء باسمه، تم رفض الطلب، مما أدى إلى بدء إجراءات الترحيل. غير أن العملية فشلت بعد مواجهة عنيفة في المطار حالت دون ترحيله إلى المغرب.

بعد طرده من ألمانيا في ماي 2018، استقر العسرُوتي في هولندا حيث قدم طلب لجوء جديد، مدعيًا أنه مضطهد من السلطات المغربية بسبب نشاطه. كما نشر رسالة أعلن فيها تخليه عن الجنسية المغربية وتنصله من ولائه للملك محمد السادس، وهي خطوة اعتبرت محاولة للحصول على وضع اللاجئ السياسي.