وصف محمد الساسي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس، اعتقال المناضل الحقوقي والخبير الإقتصادي فؤاد عبد المومني، مساء أمس في الرباط، بالخبر “الصاعق” و”المفاجئ” وبـ “الخطأ الكبير”.
وقال الساسي في تصريح مكتوب خص به موقع “لكم”، إن خبر توقيف عبد المومني ووضعه تحت الحراسة النظرية لدى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في إطار بحث تمهيدي بخصوص ما جاء في تدوينات يكون قد كتبها “يطرح سؤالا مشروعا في المغرب إلى أين نحن ماضون؟”.
وأضاف الساسي “اليوم، بعد إطلاق سراح عدد من المدونين والصحفيين ظهر هناك أمل في طي صفحة الاعتقال بسبب الرأي، ثم إن الأحداث التي تقع في فلسطين و لبنان و حرب الإبادة التي تشنها اسرائيل على الفلسطينيين و اللبنانيين تجعل من غير الملائم ترسيم استظهار الأدلة على حدود التعاون الأمني للسلطات المغربية مع دولة الاحتلال و مدى شموله أم لا هذه القضية أو تلك”.
وزاد الساسي “إن من يقدر تورط تلك السلطات في استيراد نظام معين يستند في ذلك إلى تحريات جهات إعلامية وحقوقية لها قدر من المهنية والمصداقية التي تجعل تصديق ما جا فيها يمثل نفيا لسوء النية المطلوب في هذه الحالة من أجل أية مساءلة، ولا يهم أن يكون للسلطة المغربية موقف مسبق من تلك الجهات”.
وردا على حجج السلطات المغربية التي صدرت بخصوص هذه القضية في وقت سابق، أكد الساسي “أما القول بأن السلطات المغربية رفعت دعاوى في الخارج ضد ما ينسب إليها و بالتالي لماذا لاترفع دعاوى في الداخل فمردود عليه استنادا أولا إلى أن رفع الدعاوى في الخارج لم تترتب عليه اعتقالات، وثانيا لأن معالجة مثل هذا الأمر الخطير داخليا يتطلب تكوين لجنة تحقيق وطنية مستقلة”.
وفي ما يشبه المرافعة استرسل الساسي مدحضا ما يمكن أن تكون حجة اعتمدت لمتابعة عبد المومني كتب الساسي “أما في قضية الفنيدق و ما جاورها فإن الاحتمال الذي ذهب إليه البعض -بحسن نية دائما – قد يكون انطلق من تصريح مصدر حكومي منشور على العموم يقول فيه بأن “من حق المغرب ان يمد رجليه”. لهذا كله نأمل ألا نواصل السير في طريق الاعتقالات مقابل التدوينات”.
وفي إطار نفس التصريح قدم الساسي شهادة عن صديقه ورفيقه عبد المومني قائلا “عرفت الرجل منذ سنوات طويلة بعد خروجه من السجن المركزي حيث قضى زهرة شبابه بين القضبان لسنوات طوال . و خلال مرحلة استرجاع حريته انجز الرجل مشاريع مدنية رائدة ومنتجة فقد تولى تكوين أجيال من الفاعلين الجمعويين، وأرسى بمعية مناضلين آخرين دعائم العمل الحقوقي وخاصة من خلال أدواره في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وأشرف على تسيير وإدارة العديد من الندوات والحلقات التكوينية، وأدخل إلى المغرب تجربة جمعية القروض الصغرى (أمانة)”.
وأضاف الساسي مكملا شهادته “كما قام بمساع مثابرة من أجل حوار بين اليسار والإسلاميين، وبذلك حظي باحترام مختلف الاتجاهات في الداخل والخارج و أصبح شخصية مرموقة وصاحب رأي مسموع على أكثر من صعيد”.
وختم الساسي شهادته بالقول “فؤاد لا يلقي الكلام على عواهنه و لا يتسرع في إصدار الأحكام و هو الذي كان يعاتب بعضا من أقرب أصدقائه على ذلك، فهو دائم الاطلاع على الملفات و التقارير و الدراسات التي تنشر في العالم بتلاث لغات، وعندما يدب خلاف في هيئة مدنية أو حزبية أو بين تيارات قائمة كثيرا ما يتم اللجوء إليه للمساعدة في إيجاد حلول وتقريب وجهات النظر “.
وكشف الساسي أنه استعان في أحيان كثير بخبرة فؤاد عبد المومني “في كتابات منشورة و أخذت رأيه في إشكالات مطروحة على الصعيد الحزبي رغم أننا كنا نختلف في بعض القضايا ونتفق في الباقي، وساعدت لباقته وكياسته في حل الكثير من الإشكالات”.
كما كشف الساسي أنه في بيت عبد المومني تم التحضير لتأسيس تجمع “اليسار الديمقراطي”، و تحضير حملة “الفيدرالية” في الدائرة التي فاز فيها عمر بلافريج، ونفس الأمر بالنسبة لـ “تجميع توقيعات لمساندة حملة الفيدرالية في 2016.
وذَكَّر الساسي بأن فؤاد عبد المومني “ساهم في حراك 20 فبراير دفاعا عن شعار الملكية البرلمانية. و حضر اشغال المؤتمر الاندماجي الذي أفرز ميلاد حزب “فيدرالية اليسار “، وتولى مهمة عضو في لجنة التحكيم والأخلاقيات المنبثقة عن المؤتمر”.