تعرض المواطن المغربي إبراهيم بودريس، المقيم في مدينة مادبورغ الألمانية، أول أمس الاثنين لاعتداء عنصري وحشي من قِبَل مجموعة مكونة من ستة أشخاص.
وقع الحادث، وفق بلاغ لمبادرة “مغاربة ألمانيا” في الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين الماضي، “حيث استُهدِف إبراهيم بكلمات وعبارات عنصرية قبل أن يتم الاعتداء عليه جسديًا، ما تسبب له في إصابات خطيرة استدعت نقله إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية اللازمة”.
ووفق البلاغ، وقع الاعتداء أمام محطة الحافلات في مادبورغ، حيث تفاجأ إبراهيم، البالغ من العمر 31 عامًا، بالمهاجمين وهم يوجهون إليه شتائم عنصرية ثم يهاجمونه بوحشية، مما أسفر عن إصابته بجروح بالغة في الوجه والرأس. وتم إسعافه بشكل عاجل إلى المستشفى، فيما أشارت الشرطة الألمانية إلى أن التحقيقات جارية لتحديد هوية المعتدين ومحاسبتهم.
في هذا السياق، أعربت مبادرة “مغاربة ألمانيا” عن إدانتها الشديدة لهذا العمل العنصري، مؤكدة دعمها الكامل لإبراهيم خلال هذه الفترة الصعبة. كما أكدت أنها تعمل على تقديم استشارة قانونية له لضمان حقوقه ومتابعة التحقيقات الجنائية.
كما أطلقت مبادرة “مغاربة ألمانيا” حملة لجمع التبرعات لتغطية تكاليف العلاج والمصاريف القانونية، داعية الفاعلين الثقافيين والفنانين المغاربة في ألمانيا لدعم إبراهيم نفسيًا ومعنويًا. وشددت المبادرة على أهمية التصدي لمثل هذه الأحداث العنصرية التي تهدف إلى تمزيق النسيج الاجتماعي.
ولفتت المبادرة إلى أنه لا يمكن فصل ما حدث لإبراهيم عن الهجوم الإرهابي الذي وقع في شهر دجنبر الماضي في سوق أعياد الميلاد في ماغدبورغ، مشددة على أن مثل هذه الهجمات، سواء من خلال الإرهاب أو العنف اليميني المتطرف أو العنف العنصري، تهدف إلى تقسيم مجتمعنا.
من جهتها، شددت منسقة الشؤون الاجتماعية والتعليم والاندماج، السيدة سلوى محمد، على أن “مواجهة هذه الكراهية لا تتم إلا بالتضامن والتعاون مع بعضنا البعض لمواجهة هذه الأحداث بحزم”.
وفي تصريح سابق له، أكد عبد الصمد اليزيدي، رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، أن كل حادث إرهابي يستهدف المجتمع الألماني المتعدد الثقافات، كما حدث في “ماغدبورغ”، يُشعل الانتقادات الموجهة للإسلام والمسلمين. وترافق هذه الهجمات عادة ببيانات وتصريحات تحمل اتهامات جاهزة ومسبقة، تربط بين الإسلام والإرهاب، مما يهدد السلم الاجتماعي والأمن في البلاد.
ودعا اليزيدي، في تصريح سابق لجريدة “العمق”، السياسيين والإعلاميين وكافة مكونات المجتمع لتحمل مسؤولياتهم الوطنية والعمل على حماية التماسك المجتمعي، لأن انهيار هذا التماسك يمثل تهديدًا مباشرًا لاستقرار المجتمع وقيمه.