في حوار صحفي مع القيادي البارز في حزب الاستقلال، علال العمراوي، تم التطرق إلى عدة مواضيع سياسية واجتماعية ذات أهمية كبيرة في المرحلة الحالية، حيث قدم العمراوي تحليلاً عميقاً لعدة قضايا محورية تتعلق بالشأن الوطني، خاصة فيما يتعلق بمواقف الحزب من الفساد الاقتصادي، دعم الإصلاحات الحكومية، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
من أبرز النقاط التي تناولها العمراوي هي مواقف حزب الاستقلال من محاربة المضاربين والمتلاعبين بأسعار المواد الاستهلاكية، حيث أكد على دعم الحزب الكامل لتصريحات الأمين العام للحزب، نزار بركة، التي تدعو لمكافحة الظواهر السلبية المرتبطة بالسماسرة وتجار الأزمات. وقال العمراوي في هذا السياق: “نحن في حزب الاستقلال نؤمن بأن التنسيق الفعال بين مكونات الأغلبية البرلمانية والحكومة هو الأساس لتطبيق السياسات التي تهدف إلى حماية المواطنين من جشع المتلاعبين بأسعار المواد الأساسية.”
وفيما يتعلق بالخلافات التي قد تحدث أحياناً داخل صفوف الأغلبية، أوضح العمراوي أنها ليست أمراً غير طبيعي ضمن تدبير الشأن العام، مشيراً إلى أهمية الحفاظ على الحوار والنقاش الهادئ بين مختلف الأطراف. وأكد على أن الهدف الرئيس لحزب الاستقلال في هذه المرحلة هو تحقيق الإنجازات الكبرى التي تساهم في تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين، وهو ما يتطلب التفاهم والعمل المشترك بين جميع مكونات الحكومة. كما شدد على أهمية الاستعداد للحدث الاستثنائي الذي يتمثل في استضافة المغرب كأس العالم 2030، وهو ما يمثل تحدياً كبيراً يتطلب تنسيقاً عميقاً بين مختلف القطاعات.
وعن مواقف المعارضة وتكهنات بعض الأحزاب حول الانتخابات المقبلة، أكد العمراوي أن التصريحات التي صدرت في هذا الصدد هي جزء من الإستراتيجية السياسية المشروعة للأحزاب المعنية. ورغم الاختلافات السياسية، أشار إلى أن حزب الاستقلال يتمتع بالكفاءات اللازمة لمواجهة التحديات القادمة. وأكد العمراوي: “نحن على استعداد لمواجهة أي تحديات قد تطرأ في المستقبل، ولدينا من الكفاءات ما يؤهلنا لتحقيق نتائج إيجابية للبلاد.”
فيما يتعلق بمكافحة الفساد، أشار العمراوي إلى أن الأمر يتطلب أكثر من الشعارات السياسية، بل يحتاج إلى عمل تكاملي بين جميع الفاعلين من مختلف القطاعات. وأضاف: “إذا أردنا تحقيق تغيير حقيقي في مكافحة الفساد، يجب أن نطور النظام المؤسسي والقانوني بشكل مستمر، وأن نتعاون جميعاً من أجل محاربة هذه الظاهرة التي تؤثر على مصير البلد.” وبهذا الخصوص، شدد على ضرورة أن تكون هناك سياسات محكمة تعزز الشفافية والمحاسبة في كل من المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص.
أما في ما يخص السماسرة والمضاربين، فقد اعتبر العمراوي أن الأزمة تتجاوز القوانين والإجراءات الاعتيادية، موضحاً أن الفساد قد أصبح له أبعاد أكبر تتعلق حتى بالممارسة السياسية، حيث تسربت هذه الظاهرة إلى البرلمان والجماعات المحلية. وأكد في هذا السياق: “الفساد أصبح معضلة كبيرة تتطلب حلولاً مبتكرة وحاسمة، ونحن بحاجة إلى تطوير منظومة قانونية ومؤسسية تتجاوز الحلول التقليدية.”
في ختام حديثه، أكد العمراوي على أهمية العمل المشترك بين جميع الأطراف السياسية والمؤسسات الحكومية لمواجهة التحديات التي تواجه المغرب، مشيراً إلى أن حزب الاستقلال يضع نصب عينيه خدمة المواطن المغربي، وتحقيق التنمية المستدامة، بالإضافة إلى إنجاح التحضيرات لاستضافة كأس العالم 2030، التي تشكل فرصة تاريخية لتعزيز مكانة المغرب على الصعيدين الدولي والإقليمي.
المصدر: فاس نيوز