هبة بريس: عبد السلام بلغربي، محمد زريوح
شهدت المعابر الحدودية بين مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين حالة استنفار أمني مكثف منذ يوم أمس وصباح اليوم، حيث رفعت السلطات الأمنية المغربية والإسبانية حالة التأهب القصوى تحسبًا لأي محاولات اقتحام جماعي للثغرين. يأتي هذا الإجراء بعد انتشار دعوات تحريضية جديدة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، تدعو المهاجرين غير النظاميين إلى محاولة اقتحام جماعي للمدينتين اليوم، 30 شتنبر.
وأفادت مصادر محلية بأن هذه الدعوات تسببت في استنفار أمني على جانبي الحدود، حيث كثفت السلطات المغربية تواجد قواتها الأمنية لتعزيز المراقبة ومنع أي محاولة للعبور غير القانوني. من الجانب الإسباني، أكدت مندوبية حكومة المملكة الإسبانية في سبتة ومليلية أن الوضع تحت السيطرة بفضل جاهزية القوات الأمنية، التي تمكنت من إحباط محاولات الاقتحام الجماعي التي كانت متوقعة.
ورغم تجدد هذه الدعوات، أكد مندوبا الحكومة في المدينتين أن المعابر الحدودية شهدت هدوءًا تامًا خلال اليومين الماضيين، ولم تُسجل أي محاولات فعلية لتنفيذ الاقتحام الجماعي الذي سبق أن حدث في تواريخ مشابهة. وقد كان آخرها في 15 شتنبر الجاري، عندما حاول عدد كبير من المهاجرين غير النظاميين اقتحام المعابر بشكل جماعي.
من جهة أخرى، أشار المسؤولون إلى أن هذا الهدوء الحذر لا يعني نهاية حالة التأهب، حيث أكدت السلطات الإسبانية استمرار تعزيز التدابير الأمنية على طول المعابر الحدودية، مع بقاء القوات في حالة استعداد دائم تحسبًا لأي تطورات محتملة. وأضافوا أن القوات الأمنية ستواصل مراقبة كل التحركات المشتبه فيها على المعابر لمنع أي محاولة اختراق أو اقتحام.
وفي مليلية المحتلة، أكدت مندوبة الحكومة، صابرينا موح، أن الحدود شهدت حالة من الهدوء التام خلال الساعات الماضية، وأنه لم يتم تسجيل أي حادث أو محاولة لعبور الحدود بطريقة غير قانونية. لكنها أشارت إلى أن هذا الهدوء قد يكون مؤقتًا، خاصة مع استمرار انتشار الدعوات التحريضية التي تهدف إلى تنظيم اقتحامات جماعية. وأوضحت موح أن السلطات ستبقى في حالة يقظة لضمان أمن الحدود ومنع أي محاولات اختراق قد تهدد استقرار المنطقة.
على الجانب المغربي، كثفت السلطات الأمنية انتشارها في محيط المعابر، مع استخدام تقنيات متطورة لمراقبة الحدود، بما في ذلك الكاميرات الحرارية والطائرات بدون طيار، وذلك لتعزيز قدرتها على الكشف المبكر عن أي تجمعات أو محاولات اقتحام جماعي. كما تم تعزيز التعاون مع الجانب الإسباني لتبادل المعلومات والتنسيق الأمني بهدف التصدي لمحاولات الهجرة غير النظامية.
يُذكر أن المعابر الحدودية بين المغرب والمدينتين المحتلتين تشهد بين الفينة والأخرى محاولات اقتحام جماعية من قبل المهاجرين غير النظاميين، مما يجعلها مناطق حساسة تستدعي دائمًا اليقظة الأمنية والتنسيق المكثف بين الجانبين للحفاظ على الاستقرار ومنع أي تجاوزات تهدد أمن الحدود.