“فجوة واسعة” تلك التي أظهرتها بيانات استطلاعية لشبكة “البارومتر العربي” بين المرأة والرجل بالمغرب في الحصول على وظيفة مقابل أجر، في ظل تقارب في المستوى التعليمي بعد الثانوي، ورغبة 50 بالمائة من النساء في العودة إلى العمل مستقبلا.
وكشفت نتائج البيانات طبقا لاستطلاع للرأي أجرته الشبكة ذاتها تحت عنوان “التعليم والنساء في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” في دورتها الثامنة (2023/2024)، أن 51 بالمائة من النساء المغربيات صرّحن بحصولهن على عمل مقابل أجر، مقارنة بنسبة 82 بالمائة من الذكور.
هذه “الفجوة الجندرية” وضعت المغرب في المركز الرابع عربيا، خلف لبنان والكويت ثم تونس على التوالي.
من جهة أخرى، حققت النساء المغربيات اللواتي شاركن في الاستطلاع نتائج متساوية مع الذكور بالمملكة فيما يتعلق بالحصول على مستوى تعليمي يتجاوز الثانوي، إذ وصلت النسبة إلى 27 بالمائة من النساء مقابل 25 بالمائة من الذكور.
وقالت “البارومتر العربي” إن نسبب المساواة الجندرية في التعليم العالي “أعلى من المتوسط العالمي في ست دول شملها الاستطلاع”.
وأضافت: “في تناقض صارخ، تتخلف كل الدول تقريبا عن المتوسط العالمي لمشاركة النساء في سوق العمل، بحسب بيانات البنك الدولي التي صدرت مؤخرا، إذ الفارق بين المساواة الجندرية في التعليم من جهة، والمساواة الجندرية في المشاركة بسوق العمل في المنطقة من جهة أخرى، يعد لغزا قائما لا حل له في البحوث والدراسات حول الجندر والعمل”.
ومع التعمق في الاستطلاع من حيث المستوى التعليمي وارتباطه بسوق العمل، صرحت 46 بالمائة من المغربيات بأنهن حصلن على وظيفة مقابل أجر بمستوى تعليمي ثانوي أو أقل، فيما صرحت نسبة 64 بالمائة منهن بحصولهن على عمل بشهادة جامعية.
وفي هذا السياق، صرحت نسبة 77 بالمائة من النساء المغربيات الحاصلات على شهادة جامعية اللواتي لم يعدن موظفات بأجر برغبتهن في العودة إلى العمل مستقبلا، مقابل 40 بالمائة فقط منهن حصلن على مستوى ثانوي أو أقل.
وبحسب النتائج عينها، فإن “النسبة الإجمالية من النساء بالمغرب اللواتي يردن العودة إلى العمل مستقبلا لا تتجاوز 50 بالمائة”، لتأتي المملكة في المرتبة ما قبل الأخيرة عربيا في هذا الشق، مجاورة موريتانيا التي حلت في المركز الأخير.
وتشير النتائج في تحليلها إلى أن “النساء من الحاصلات على تعليم أعلى من الثانوي أكثر من النساء الحاصلات على التعليم الثانوي فقط أو أقل بواقع 37 نقطة مئوية في المغرب”.