ويهدف هذا الاجتماع، المنظم من قبل الوكالة الوطنية للمياه والغابات، إلى تقوية التزامات البلدان الإفريقية في مجال صون المنظومات البيئية الحيوية المهددة بفعل التغيرات المناخية والعوامل البشرية.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرز المدير العام للوكالة، عبد الرحيم الهومي، الأهمية الاستراتيجية للمناطق الرطبة، باعتبارها مناطق أساسية للتزود بالماء والتنوع البيولوجي وضبط التغيرات المناخية.
وأكد السيد الهومي أن التدهور السريع لهذه المنظومات، التي فقدت 35 في المئة من مساحتها منذ سنة 1970، لا يهدد التنوع البيولوجي فحسب، بل أيضا الساكنة المعتمدة عليها، مذكرا بالتزام المغرب، عبر سياسات وطنية، من قبيل استراتيجية “غابات المغرب 2020 – 2030” التي تروم حماية هذه الفضاءات وتقوية صمود المجتمعات المحلية أمام التحديات البيئية.
وأشار في هذا السياق، إلى أن إفريقيا التي تحتضن 44 في المئة من مواقع “رامسار” العالمية، معنية بشكل خاص، بفقدان هذه المنظومات.
وأكد من جهة أخرى، على ضرورة تكثيف التعاون بين الدول الإفريقية والمنظمات الدولية، مشيرا في هذا الصدد، إلى مبادرة المناطق الرطبة المتوسطية، ومبادرة “رامسار” للدول الواقعة جنوب إفريقيا، كنماذج للتعاون من أجل تدبير مستدام للمناطق الرطبة.
من جانبه، أبرز نائب الأمين العام لاتفاقية “رامسار” بشأن المناطق الرطبة، جاي ألدوس، أن القارة السمراء تتوفر على موارد طبيعية استثنائية وفضاءات يتعين حمايتها “بشكل أفضل” لتفادي فقدان حتمي للتنوع البيولوجي.
وأكد أن الاجتماع سيشكل مناسبة لتحديد الأولويات المشتركة لإفريقيا، التي ستتقدم خلال الدورة ال15 لمؤتمر الأطراف لاتفاقية “رامسار” بموقف معزز، مشيرا إلى أن إدماج المناطق الرطبة في الاستراتيجيات الوطنية للتنمية المستدامة والنهوض بالحلول المبتكرة لتدبيرها ستكون ضمن النقاشات المقبلة.
وقال السيد ألدوس إن الهدف يتمثل في إرساء شراكات إقليمية ودولية متينة لتقوية حكامة المناطق الرطبة، والاستفادة القصوى من مزاياها بالنسبة للسكان المحليين.
ويشكل هذا الاجتماع التحضيري الإقليمي مرحلة مفصلية بالنسبة لإفريقيا التي تسعى إلى الاضطلاع بدور ريادي في صون المناطق الرطبة. وستمكن النقاشات المثمرة بين المشاركين من تقوية الالتزامات في مجال الحماية، مع تسليط الضوء على الأهمية البالغة لهذه المنظومات البيئية لمستقبل كوكب الأرض.
