الأربعاء, يناير 8, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيابني سر نكبتي - الأخبار جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

ابني سر نكبتي – الأخبار جريدة إلكترونية مغربية مستقلة


عادة ما يكون الأبناء نتاجا للتربية التي يتلقونها من آبائهم، وغالبا ما يلقي المجتمع اللوم على الأبوين كلما خرج الأبناء عن سكة الآباء. علما أن الأبحاث قد أكدت أن تطور الأبناء وسلوكياتهم يخضع للعديد من التأثيرات التي لا يمكن للوالدين بأية حال التحكم فيها جميعا. من هذا المنطلق أصبح من الصعب “استنساخ” أبناء بنسخ مصادق عليها من سلوك الآباء أو الأمهات، رغم أن هذه القضية الشائكة نادرا ما تطرح للنقاش حين يتعلق الأمر بالشق الاقتصادي أو السياسي أو النقابي أو الفكري، بل غالبا ما يتم التعلق بمبرر “صراع الأجيال” لتبرير خروج الأبناء عن “ملة: آبائهم وتمردهم على التعليمات الأبوية الكلاسيكية التي تحتكم لقيم مجتمعية ودينية وعادات وتقاليد عائلية. الآباء يمكن أن يتعرضوا لـ”الغبن” ويتلقون بدورهم اللوم أيضا ويتهمونهم بعدم بذل مجهود في وضع الأبناء على سكتهم. وهذا نقاش يتقاطع فيه التربوي بالسيكولوجي وبالاجتماعي.

في عالم السياسية يسعى السياسيون إلى تحصين سلوكات أفراد عائلاتهم، لأنها قد تتحول إلى ثغرة في جبهة النضال،  كثير من رجال السياسة استقالوا حين ارتفع منسوب الإحراج الناتج عن سلوكات أبنائهم، وحين استقال وزير خارجية كوريا الجنوبية يو ميونغ هوان من منصبه بعد أن كشفت لجنة مراجعة حكومية أن الوزارة منحت معاملة تفضيلية لابنته بتعيينها في وظيفة تجارية، سبق الرجل وسائل الإعلام ووضع الاستقالة قبل نشر خبر “ريع” ابنته المدللة. فقد قال لمسؤولين بارزين في الوزارة إنه “آسف ونادم” لأن الفضيحة سببت مشكلات لزملائه، بعد أن خلص التحقيق إلى أن اثنين من الخمسة أشخاص في لجنة الاختيار كانوا من وزارة الخارجية وأعطوها درجات أعلى من الأعضاء الثلاثة الآخرين في اللجنة، عما أن مثل هذه الاستقالات أضحت صورة من صور الديمقراطية في كثير من بلدان العالم.

حسن البصري:

في الملف الأسبوعي لـ”الأخبار” رصد لأبرز حالات الإحراج من سلوكات “منفلتة” حولها الإعلام إلى فضائح عصفت بمستقبل العائلات.

مبديع الوزير الذي أدى ثمن عرس أسطوري لابنه

على امتداد ساعات التحقيق مع محمد مبديع وزير الوظيفة العمومية وإصلاح الإدارة السابق، ورئيس فريق الحركة الشعبية بمجلس النواب، برلماني الفقيه بن صالح، سواء من طرف ضباط الفرقة المكلفين بالجرائم المالية بشأن اختلالات وخروقات شابت تسيير مجلس جماعة الفقيه بن صالح التي يترأسها مبديع منذ ما يزيد عن 20 سنة، أو قاضي التحقيق بالمحكمة الزجرية للدار البيضاء. ظل الرجل يبحث عن مبررات الخروقات المالية التي كشف عنها المجلس الأعلى للحسابات. ويتعلق الأمر بأفعال تهم إبرام وتنفيذ مجموعة من الصفقات المتعلقة بالتأهيل الحضري، بما في ذلك صفقات الدراسات وصفقات الأشغال المترتبة عنها، دون مراعاة المقتضيات القانونية.

لكن ما زاد الطين بلة هو العرس الأسطوري الذي أقامه الوزير الحركي السابق محمد مبديع، بمناسبة زواج نجله آدم إلياس من حفيدة وزير أول فرنسي سابق، جعل الأنظار تتجه إلى مدينة الفقيه بن صالح لتنقل تفاصيله كمشهد مستقطع من حكايات ألف ليلة وليلة، أمام الأجواء المبهرة لذلك الحفل الباذخ الذي يخفي كثيرا من البؤس بين أحياء المدينة التي يقطنها أزيد من 150 ألف نسمة.

عاد الجدل الذي أثارته شركة مسجلة بفرنسا باسم ابنه، وجد محمد مبديع، الوزير السابق في عهد حكومة بنكيران، نفسه في قلب زوبعة جديدة، بسبب ضجة حول منزل مسجل باسم الابن نفسه بفرنسا، حيث كان يتابع دراسته هناك أثناء تولي والده المنصب الحكومي.

وكانت “الأخبار” قد كشفت عن وثائق تفيد باقتناء ابن الوزير السابق، لمنزل يوجد فوق قطعة أرضية مساحتها تفوق 184 مترا مربعا كائنة بحي راق بمدينة نانسي الفرنسية.

وحسب وثائق الملكية، فإن هذا المنزل يقع في شارع “دي بوجولي فاندوفر لي” بمدينة نانسي الفرنسية، وهو عبارة عن إقامة فاخرة مسجلة في اسم ابن الوزير السابق، برسم وحسب مصادر متطابقة من مدينة نانسي الفرنسية، فإن ثمن المربع الواحد في هذا الحي الذي توجد فيه الفيلا المذكورة يفوق الأربعة آلاف أورو، بمعنى أن ثمنها مبنية يتراوح ما بين 400 ألف أورو و600 ألف أورو، أي ما يتجاوز مبلغ 600 مليون سنتيم، وكان ابن الوزير حديث العهد بالتخرج من أحد المعاهد العليا الفرنسية.

وفي رده على الاتهامات الموجهة إليه، أكد مبديع، في اتصال مع “الأخبار”، أن ابنه كان يتابع دراسته بفرنسا، وتخرج سنة 2013، حيث أسس شركة عبارة عن مكتب دراسات رفقة شريك له، مشيرا إلى أن هذه الشركة توقفت بعد سنة من تأسيسها، حيث حصل ابنه على وظيفة بإحدى الشركات الخاصة، وفي سنة 2017، اقتنى المنزل المثير للجدل عن طريق قرض بنكي لمدة 30 سنة، وقدر ثمن المنزل بمبلغ لا يتجاوز 300 مليون سنتيم، أدى منها مبلغ يقدر بحوالي 50 مليون سنتيم، والباقي أداه عن طريق قرض بنكي، مؤكدا أنه، خلال تلك الفترة، لم يكن وزيرا في الحكومة، بعد تعيين الحكومة الجديدة في نفس السنة. ووعد مبديع بإرسال الوثائق التي تثبت حصول ابنه على قرض بنكي لاقتناء المنزل، لكنه لم يرسل أي وثيقة لـ”الأخبار”.

وبعد ظهور الشركة والمنزل المسجل باسمه، أثيرت الكثير من الأسئلة حول التصريح بهذه الممتلكات لدى المصالح المختصة، خاصة أن مكتب الصرف منح مهلة للمغاربة للتصريح بممتلكاتهم بالخارج.

حكيم الرجاء رهن الاعتقال بسبب سوء تفويض لابنه

قضت المحكمة الابتدائية الزجرية بعين السبع بالبيضاء، مؤخرا، بإدانة محمد أوزال، الرئيس الأسبق للرجاء الرياضي والرئيس السابق للمجموعة الوطنية لكرة القدم والذي ترأس الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى لفترة معينة، بـ3 سنوات ونصف حبسا نافذا.

في شهر نونبر الماضي، تم توقيف أوزال بناء على شكاية تقدمت بها إحدى شركات التأمين، توبع فيها بتهم خيانة الأمانة والاحتيال وإصدار شيكات بدون رصيد، تقدر قيمتها بما يناهز 3.8 مليار سنتيم.

تمت متابعة أوزال من طرف النيابة العامة بهذه التهم، ليتقرر إحالته على أنظار قاضي التحقيق الذي سطر متابعته في حالة اعتقال وإيداعه سجن عكاشة، قبل أن يصدر قرار المحكمة بإدانته بثلاث سنوات ونصف حبسا نافذا، في انتظار مرحلة الاستئناف.

قرر قاضي التحقيق لدى المحكمة الزجرية عين السبع، بإيداع محمد أوزال، رئيس أسبق للرجاء الرياضي، ومدير عام لشركة تأمين وإعادة التأمين، سجن عكاشة، بعد عجزه عن أداء حجم المبالغ التي في ذمته لفائدة الشركة الأم، وقدرها ثلاثة ملايير و800 مليون سنتيم، إذ عجز عن تسديدها، رغم كثرة الآجال والتمديدات التي استفاد منها، قبل أن تضطر إلى اللجوء للنيابة العامة من أجل متابعة الإجراءات القانونية في مواجهة المدير العام وابنه.

وحسب الأبحاث التي باشرها فرقة الشرطة القضائية المكلفة بالجرائم الاقتصادية والمالية بولاية أمن البيضاء، وتم خلالها الاستماع إلى المعني بالأمر، ومواجهته بالمطالب المالية للشركة الأم، وعن طريقة وأسباب عدم وفائه بالالتزامات، سيما أن شركته كانت تصدر شهادات تأمين، دون أن تسوي مستحقاتها مع الشركة الأم، التي تكبدت خسائر مالية كبيرة، إلا أن أجوبته لم تكن مقنعة، كما لم يبرر أسباب عدم إيداع المستحقات في حسابات الشركات المتعاقد معها، حسب مضمون العقود والاتفاقيات الموقعة بينها، ما انتهى بتقديمه أمام القضاء. وأوردت مصادر متطابقة أن الابن “ورط” والده في المديونية الثقيلة التي أغرقت شركته، ورغم العديد من الحلول التي نهجتها الشركة الأم، لم يتم تدارك الخصاص المالي. ما دفع الجميع إلى الاقتناع بدور الابن في هذه الورطة التي رمت بوالده في السجن.

وكانت شركة أوزال، مدينة بحوالي 19 مليارا، قبل أن يتقلص الخصاص إلى المبلغ المطلوب من قبل الشركة المشتكية، بينما رجحت مصادر أخرى أن يكون ابن المعني بالأمر مطاردا بمبالغ أخرى، بعد أن تعذر على مصالح الأمن الوصول إلى ابنه، إذ يرجح أنه يوجد خارج أرض الوطن، سيما أنه كان يصدر شيكات بدون مؤونة، ضحاياها بنوك وشركات تأمين وطنية، وجدت نفسها في موقع حرج إزاء زبنائها، بعد أن وضعت الثقة في شركات للوساطة والبحث عن منخرطين، يترأس إدارتها العامة المعتقل.

ويبلغ المدير العام امحمد أوزال، 76 سنة من العمر، يعد “حكيم حكماء” الرجاء الرياضي وكان وراء كثير من الألقاب التي راكمتها القلعة الخضراء.

قصة اعتقال ابن رئيس موريتاني سابق وترحيله بعد سبع سنوات

في يوليوز سنة 2007، سيحل سيدي محمد ولد هيدالة، نجل الرئيس الموريتاني السابق محمد خونا ولد هيدالة بمطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، قادما من العاصمة المالية باماكو، حيث أدلى لسلطات المطار بجواز سفر مزور. وبعدما قضى فترة في مراكش حل بمدينة أكادير حيث ربط الاتصال مع مواطن مغربي معروف لدى السلطات الأمنية المغربية بتعاطيه تهريب السلع والسجائر، حيث توسط هذا الأخير له لإيجار شقة مفروشة بالمدينة ليتخذا منها مقر إقامة لهما. ومباشرة بعد ذلك شرعا في ربط الاتصال مع بعض الأشخاص ليتوصلوا بعد فترة زمنية قصيرة بكمية من مخدر الكوكايين يصل وزنها 18 كيلوغراما تم جلبها عبر الجنوب المغربي، ليشرعا بعد ذلك في رسم خطة لترويجها في مدينة أكادير، إلا أن مصالح الأمن بالمدينة تمكنت من إلقاء القبض على المتهمين رفقة أشخاص آخرين، وتم حجز كمية المخدرات المزمع ترويجها.

قضى محمد ولد هيدالة، النجل البكر للرئيس الموريتاني الأسبق، أزيد من ثلاثة أشهر رهن الاعتقال في السجن المحلي لمدينة إنزكان بعد اعتقاله في أكادير، متلبسا بالتهريب الدولي لمخدر الكوكايين، لم يرضخ لولد الرئيس السابق لقرار السلطات المغربية وكشف عن هويته الحقيقية، وادعى إصابته بمرض مطالبا بترحيله إلى نواكشوط، إلا أن الأمن المغربي أودعه سجن سلا.

ونقل إلى سجن سلا حتى يكون قريبا من الدوائر القضائية العليا، التي يحق لها بحكم القانون البت في شأن إمكانية ترحيله وشركائه الى موريتانيا. أوقفت السلطات المغربية تعنت وادعاء ابن الرئيس بأن الاعتقال مجرد محاولة لتلطيخ سمعة والده، فاضطر للاستسلام للأمر الواقع حيث قضى سنوات في السجن، قبل ترحيله إلى موريتانيا بناء على ملتمس من السلطات الموريتانية، وحين وصل ولد هيدالة إلى مطار نواكشوط على متن طائرة للخطوط الجوية الملكية المغربية مرفوقا بعناصر أمن موريتانيين، تم اقتياده بعد ذلك إلى وجهة غير معلومة.

سيغادر محمد ولد هيدالة، المدان بسبع سنوات سجنا، بعد جدل طويل خاضه سواء داخل السجن أو من طرف بعض المناصرين له، إذ قضى أربعة منها في سجن سلا 1 قبل أن ينقل إلى سجن سلا2.

فؤاد الفيلالي يجبر والده على المغادرة الطوعية للسياسة

اختار فؤاد الفيلالي العيش في إيطاليا بلد والدته، بينما قضى والده عبد اللطيف الفيلالي الوزير المغربي السابق، سنواته الأخيرة في فرنسا، التي اختار العودة إليها متقاعدا بعدما عاش فيها وهو طالب علم. ظل الرجل يقضي أوقاته في العلاج وتناول الأودية وقراءة الصحف والمجلات الفرنسية، وبين الفينة والأخرى كانت زوجته الإيطالية تقوده إلى منتجع لتغيير أجواء البيت.

كان الفيلالي الأب يخفي قلقا دفينا من ابنه تارة ومن رفاق الأمس، ولا يتردد في إبداء غضبه كلما علم بموقف عدد كبير من رجالات الطبقة السياسية الذين أداروا ظهورهم له، منذ أن تخلص من السلطة والمناصب..

آثرت عائلة الفيلالي الابتعاد عن أجواء السياسة، في ما يشبه الاغتراب، إذ عاش الأب عبد اللطيف رفقة زوجته وابنته ياسمينة وابنه فؤاد، رجل الأعمال المغربي الذي اقترن بالأميرة لالة مريم، كريمة العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني وشقيقة الملك محمد السادس، حيث أنجبا الأميرين مولاي إدريس ولالة سكينة، حالة اغتراب قصوى.

شعر الفيلاليون بتراجع رهيب في سلم الوجاهة، منذ أن تسلم عبد الرحمن اليوسفي من الوالد عبد اللطيف مقاليد رئاسة الحكومة، محتفظا في حكومته بحقيبة الخارجية التي لم يستمر فيها طويلا فاستبدله الملك الراحل قبل وفاته بشهور، بمحمد بن عيسى، وفي منفاه الاختياري انكب على تأليف كتاب “المغرب والعالم العربي”، تضمن آراء مثيرة مثل قوله إنه لا يوجد شيء اسمه العالم العربي إلا في الخيال.

غادر فؤاد الفيلالي المغرب في صمت وقرر بدوره اعتزال السياسة والاقتصاد، وأدار ظهره للمغرب، لكن ظهورا له كان عبر شبكة “سي إن إن” أثار الاستغراب حين ذيلت صورته باسم إيطالي (دجاكومو فيرمونتي)، مما عزز فرضية تغيير جنسيته واستبدالها بجنسية إيطالية، فيما تمنى كثير من متتبعي البرنامج أن يكون الأمر مجرد خطأ في “السانتي”، علما أن فؤاد ظل يقيم منذ مغادرته المغرب في العاصمة الفرنسية باريس، حيث يملك عدة شركات موزعة بين فرنسا وإيطاليا خاصة في روما حيث تقيم أمه إيطالية الأصل. وحسب بعض الصحف الإيطالية، فإن المدير السابق لمجموعة “أونا” يدير شركة تحمل اسم “فييرمونتينا” التي أسستها جدته الإيطالية بروما حيث راكم ثروة كبيرة.

ظهر فؤاد خلال مراسيم دفن والده بمقبرة شالة بالرباط، حيث ووري الثرى بحضور أفراد أسرته والوزير الأول عباس الفاسي ومستشاري الملك والحاجب الملكي إبراهيم فرج وعدد من أعضاء الحكومة.

نجل قيادي استقلالي يتحول إلى راهب مسيحي

يعد محمد بن عبد الجليل، شقيق القيادي الاستقلالي عمر بن عبد الجليل ظاهرة سوسيولوجية بكل المقاييس، فالفتى الذي نشأ في وسط عائلي محافظ ودرس في القرويين وسافر إلى الديار المقدسة رفقة والديه، وحفظ القرآن الكريم منذ صغر سنه، سرعان ما غير جلده واستبدل دينه الإسلامي بالمسيحية التي اعتنقها وتسلق فيها سلم الوجاهة الدينية إلى أن حصل على لقب “كاردينال”.

كانت نقطة التحول في حياة محمد، هي علاقته بالمستشرق الفرنسي لويس ماسينيون، الذي كان مدرسا في المغرب، فنشأت بين التلميذ ومعلمه علاقة إعجاب فاقت كل الحدود، خاصة حين ظل حوار الأديان حاضرا في جلساتهما خارج أسوار المؤسسة، وهي العلاقة التي زادت متانة حين انتقل محمد إلى باريس لاستكمال دراسته الجامعية سنة 1925، حيث انكب على دراسة الفلسفة.

حسب رواية الباحث أحمد حموش، فإن الطالب المغربي اعتنق المسيحية واستبدل اسم محمد بـ”جون” وقطع علاقته بالمغرب، حينها قامت عائلته في المغرب بإقامة جنازة رمزية سنة 1927، إذ اعتبرته في حكم الموتى وأعلنت قطع علاقاته به.

خلال زيارة السلطان محمد الخامس إلى باريس سنة 1930، رفض ملتمسا باستقبال هذا الطالب المثير للجدل، بالرغم من تردد مجموعة من الطلبة على مقر إقامته، بل إن شقيقه عمر القيادي الاستقلالي قام بمحاولات لإعادة “جون” إلى هويته المغربية لكن دون جدوى.

“في سنة 1958 كان للطالب النصراني لقاء خاص مع ولي العهد آنذاك الحسن الثاني، الذي سيصير بعدها بثلاث سنوات ملك المغرب، هذا اللقاء لا يعرف حتى المقربون من “الأب” محمد بن عبد الجليل فحواه، لكن التكهنات كانت حول محاولة السلطات المغربية حثه على الرجوع إلى المغرب وإعلان توبته واعتناق للإسلام مقابل مناصب حكومية، لكن تيار العلاقات انتهى كما بدأ”. وحين فشلت المحاولة طلب ولي العهد من “جون” التوقف عن استدراج الطلبة المغاربة إلى الديانة المسيحية، والكف عن جهود استقطاب العرب المقيمين في فرنسا، مستغلا خصاصهم المالي وهشاشة عقيدة بعضهم.

ظل “الأب يوحنا” محمد بن عبد الجليل لسنوات طويلة يعاني من مرض سرطان اللسان وقد كان في كتاباته يشتكي لأصدقائه شدة الألم ويكتب باللغة العربية: الحمد لله على كل حال.

خلفت ضجة حتى بعد وفاته عام 1979 ودفنه بمقابر النصارى بصفته “كاردينال”.

نجل مؤنس الحسن الثاني في سجن تازمامارت

في أكثر من حوار صحفي، يتحدث ماحي بينبين، المولود في المدينة القديمة لمراكش سنة 1959، عن والدته وعن شقيقه عزيز، الذي قضى نحو عشرين سنة في سجن تازمامارت، ووالده الفقيه محمد بينبين في علاقته مع الملك الراحل الحسن الثاني..

أثناء فترة دراسته برز ماحي في علم الرياضيات وحين سافر إلى فرنسا لاستكمال دراسته، ظل الفن يسكن جناحيه، رغم دخوله مهنة التدريس التي مكنته من إنشاء ورشة رسم والانتقال من صفة مدرس إلى فنان تشكيلي، لاسيما بعد أن فاز بالعديد من الجوائز في فترة من حياته، وهو في صلب مأساة عائلية، على اعتبار أنه أحد أبناء الفقيه محمد بينبين الذي كان مؤنسا للملك الراحل الحسن الثاني، منذ منتصف ستينيات القرن الماضي، وشقيق عزيز بينبين، أحد المعتقلين السابقين بتازاممارت، سيئ الذكر والصيت، على خلفية انقلاب الصخيرات الفاشل سنة 1971.

في حديثه لصحيفة الشرق الأوسط، يستعيد ماحي تأثره الشخصي بمأساة عائلته، وتقديره لوالدته، مقابل عدم رضاه على موقف والده من اعتقال شقيقه، من جهة أنه بدل أن يستثمر قربه من الملك لصالح ابنه خذله كما تنكر لعائلته.

“في الوقت الذي كان فيه أبي يقضي وقته داخل القصر الملكي، كانت أمي السيدة المطلقة تعاني وتبكي ابنها المعتقل، وتواجه معترك الحياة وحيدة، في سبيل إعالة أبنائها السبعة، بعد أن خيب الزوج والوالد آمالنا، والدتي ناضلت في سبيل تربية أبنائها السبعة. لقد علمتنا معاني الصبر والعمل بجد لتجاوز صعوبات ومطبات الحياة”.

ألف ماحي رواية بعنوان “جنازة الحليب”، تتحدث عن انتظار الوالدة رجوع ابنها الغائب إلى البيت. هي قصة عشرين سنة من الانتظار. كانت والدتي متيقنة أن ابنها حي، وقد يدخل إلى البيت في أي لحظة، حتى أنها كانت تترك له، يوميا، نصيبه من الأكل.

طالبت الأم من ابنها ماحي العودة إلى المغرب بعد استقراره المهني في باريس، بعد إحساسها بدنو أجلها، لم يمانع.

يضيف ماحي: “كان أول شيء طلبه مني شقيقي، بعد خروجه من تازمامارت، هو أن آخذه لرؤية والدنا، قلت له كيف ترغب في رؤية والد تنكر لك وتبرأ منك وتخلى عنا، توجهت إلى الرباط على مضض، في اللقاء كان هناك بكاء وكانت لحظة مؤثرة، تعانقا طويلا في طريق عودتنا، قال لي شقيقي إنني مخطئ”.

الملياردير جاخوخ يزج بابنه طارق في السجن والمحكمة تنصف الابن

في السابع من أكتوبر 2014 كتب طارق جاخوخ رسالة من معتقله يشرح فيها ظروف اعتقاله الذي تم منذ 2 يوليوز 2012، بتهمة الاختلاس وخيانة الأمانة بشركة لجرف الرمال والموانئ، ، حيث تابع الأب ابنه، أمام القضاء، متهما إياه هو وأفراد من عائلته بقضية فساد.

كان الأب لحسن جاخوخ يخضع لعلاج مكثف في فرنسا لكنه أصر على متابعة ابنه وبعض مكونات الشركة، والزج بهم في السجن، بل إنه ادعى بأن أفرادا من عائلته هجموا عليه في المصحة الباريسية للضغط عليه من أجل التنازل عن الشكاية التي يتهم فيها ابنه وبعض الموظفين في الشركة باختلاس مبالغ مهمة، وأصر على الاتصال بمحامي في باريس لعرض النازلة على القضاء مجددا.

وإذا كان الابن طارق يعتبر رفيق درب والد عزيز مصطفى هو من ورطه في القضية، فإن الأب يصر على توسيع صلاحيات عزيز الذي يصفه بشريكه، حين فوض له كل الصلاحيات داخل شركة درابور.

قال الوالد إن ابنه ومساعديه هربوا 68 مليار سنتيم للمصارف السويسرية بينما لم تتحدث المحكمة عن المبلغ، وقامت زوجته بتوجيه رسالة للملك محمد السادس من أجل التدخل في القضية وإطلاق سراح ابنها طارق، مؤكدة أنه بريء مما نسبه له والده.

طالب طارق باعتقال من أسماهم بالمتهمين الحقيقيين في الملف والذين هم في حالة فرار، وهو ما حصل، حين اعتقلت شرطة مطار ليبروفيل المدير العام لشركة ساترام محمد بن علي حين كان يهم بمغادرة الغابون.

في نهاية أكتوبر 2021، انتصرت محكمة الاستئناف بباريس، لورثة الملياردير المغربي لحسن جاخوخ، في مواجهة مصطفى عزيز المدير العام لشركات “درابور”، حيث قضت ببطلان وصية يدعي فيها هذا الأخير أن جاخوخ مكنه قبل وفاته من كل أملاكه بما فيها شركاته واعتبره الوريث الوحيد له، وهو الطلب المقدم من زوجة الراحل سومية لوديي جاخوخ، وأبنائه ابتسام وطارق وبدر الدين وأنوار.

عندما صاح إدريس البصري في وجه وزرائه: “ربّيو ولادكم”

عرض مرة على الملك الراحل الحسن الثاني، خلال سنة 1993، ملف لقضية شجار نشب بين ابن سياسي مغربي سابق، من أصدقاء الملك الراحل ورفاقه في الدراسة، وبين ابن جنرال جزائري. المشادة وقعت في أحد الملاهي الليلية في باريس، بعد أن تبادل الشابان الشتائم قبل أن ينسحبا خارج الملهى ويكملان المواجهة بينهما وتحضر عناصر الشرطة الفرنسية لتعتقلهما.

كبر الملف عندما حازت الشرطة على سلاح ناري بدون ترخيص لدى أصدقاء أحد الطرفين، لم يحدد تقرير الشرطة الفرنسية أيهما. وفور معرفة هوية الموقوفين، حتى تحركت الهواتف وسرعان ما وصل الخبر إلى أحد موظفي الملحق الإعلامي المغربي في السفارة الفرنسية، الذي استقبل مكالمة من صحافي فرنسي كان يريد الحصول على تأكيد من السفارة بخصوص هوية الموقوف المغربي، لكنه وجد أن الموظف لم يكن يعرف أي تفاصيل عن الواقعة. وبمجرد بدء الاتصالات للتأكد حتى صار الخبر في علم جل موظفي السفارة باستثناء السفير ومدير مكتبه اللذين كانا في عطلتهما السنوية، بحكم أن الحادث تزامن مع أعياد الميلاد.

وصل الخبر على وجه السرعة إلى الرباط في اليوم الموالي، لكن الملك الراحل الحسن الثاني فور علمه بالموضوع من مصالح الخارجية حتى أعطى الأمر بعدم التدخل نهائيا في الواقعة.

خلفت الواقعة ردود أفعال متباينة في الرباط، حتى أن بعض أصدقاء الملك الراحل، فكروا في استعطاف الملك لكي يتدخل من أجل رفيقه السابق، لكي يطلق سراح الابن من قبضة الأمن الفرنسي أو يطوى الملف. لكن الملك الحسن الثاني وقتها أجاب مستشاريه وجلساءه بالقول إن على كبار البلد وأغنيائه أن يحسنوا تربية أبنائهم.

لكن الطريف أن بعض السياسيين والبرلمانيين والوزراء كانوا في منزل إدريس البصري في تلك الفترة، أياما بعد الواقعة، وسألوه عن صحة ورطة صديق طفولة الملك الحسن الثاني، فأجاب البصري بطريقة ذكية كانت في الحقيقة مراوغة لم يقدم خلالها أية توضيحات عن الملف ولا حقيقة موقف الملك الراحل منه، ليقول للحاضرين: “قال ليكم سيدنا ربّيو ولادكم”.

 

 

++

لعلج.. ابن رئيس “الباطرونا” في سجن عكاشة بتهمة ثقيلة

 

يتابع الرأي العام المغربي باهتمام تفاعلات قضية المحامية الفرنسية التي تتهم ثلاثة من أبناء رجال الأعمال يوجدون رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن “عكاشة”، باحتجازها وتخديرها واغتصابها داخل منزل أحد المتهمين، الذي احتضن حفلا ماجنا حضرت فيه الخمور والمخدرات.

وأفادت المصادر بأن المحامية الفرنسية رفضت كل الإغراءات التي قدمتها لها عائلات المعتقلين، من أجل تقديم تنازل في هذا الملف، وتشبثت بمتابعة أبناء رجال الأعمال، خلافا لخطيبها الذي يشتغل موظفا بالاتحاد العام لمقاولات المغرب، وقدم تنازلا للمشتكى بهم، وضمنهم نجل رئيس اتحاد “الباطرونا” شكيب لعلج.

تشبثت الشابة الفرنسية أمام قاضي التحقيق بالتصريحات التي أدلت بها للشرطة الفرنسية، والتي أكدت من خلالها أنها تعرضت للتخدير والاحتجاز والاغتصاب داخل غرفة المتهم الرئيسي، وصرحت بأنها ما زالت تتابع علاجا نفسيا لتجاوز صدمة الاغتصاب.

وكان قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء قرر متابعة ثلاثة من أبناء رجال الأعمال في حالة اعتقال احتياطي، وأمر بإيداعهم سجن “عكاشة”، وذلك استجابة لملتمس الوكيل العام للملك، حيث يواجهون تهما تتعلق بتكوين عصابة إجرامية، واختطاف واحتجاز واغتصاب محامية فرنسية شابة، كما قرر قاضي التحقيق متابعة خطيب هذه الشابة في حالة سراح، وسيتم إخضاع الجميع للتحقيق التفصيلي.

وفي الملف ذاته، أوقفت المصالح الأمنية بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء “أمين.ن” خطيب المحامية الفرنسية التي تتابع أبناء “الفشوش” باحتجازها واغتصابها بعد قضاء سهرة صاخبة بمنزل أحد المتهمين. ويأتي توقيف خطيب الشابة الفرنسية بعد عودته من باريس، ويشتغل موظفا بالاتحاد العام لمقاولات المغرب، الذي يوجد نجل رئيسه، شكيب لعلج، رهن الاعتقال الاحتياطي.

 







Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات