اتخذت الحكومة مجموعة من الإجراءات الاستعجالية لاحتواء أزمة كليات الطب التي عرفتها السنة الماضية، في مقدمتها تنظيم دورات استثنائية لاجتياز امتحانات كل فصل من فصلي السنة الجامعية 2023-2024، وإلغاء نقطة الصفر بالنسبة لجميع الطلبة الذين لم يجتازوا الامتحانات، وتعويضها بالنقطة المحصل عليها في امتحانات الدورات الاستثنائية.
ووفقا لوزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين المداوي، فقد تم، كذلك التداول في نتائج الامتحانات من أجل التسجيل في السنوات الموالية، باعتبار النقط المحصل عليها في الدورات العادية والاستثنائية، دون الأخذ بعين الاعتبار شرط استيفاء التداريب، بحيث ستبرمج هذه الأخيرة لاحقا مع التقيد بغلافها الزمني الكامل وشروط اجتيازها واستيفائها.
وأكد المتحدث ذاته، في جواب على سؤال كتابي تقدم به رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، ادريس السنتيسي، أن الوزارة “تعمل بشراكة مع الجامعات على أجرأة المحضر الموقع بين ممثلي الطلبة والإدارة ممثلة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بتاريخ 8 نونبر 2024، وذلك لضمان التنزيل الأمثل لمخرجات هذا الاتفاق لاسيما من خلال بعض الإجراءات والتدابير الاستعجالية”.
وأضاف المداوي أنه تمت مراجعة كافة القرارات التأديبية الصادرة في حق الطلبة المعنيين، بشكل استثنائي، حيث بدأت الجامعات والكليات في مباشرة الإجراءات المسطرية المتعلقة بذلك ابتداء من يوم 5 نونبر 2024؛ مع العمل على إيجاد الحلول الممكنة لفائدة الطلبة المتوفرة فيهم الشروط المطلوبة، والذين لم يستطيعوا الاستفادة من إعادة التسجيل في الأحياء الجامعية أو من الحصول على حقوقهم الجامعية الأخرى، بسبب عدم تمكنهم آنذاك من شواهد التسجيل هذا.
وتابع: “من أجل إنجاح الدخول الجامعي 2024 2025 تمت تعبئة كافة الفاعلين من أساتذة وأطر إدارية وتقنية من أجل التفاعل الإيجابي والمستمر مع الطلبة، عن طريق التواصل بشأن التنظيم البيداغوجي الجديد للتكوين الطبي، وذلك من خلال عقد اجتماعات موسعة للجان البيداغوجية المنبثقة عن مجالس الكليات بإشراك موسع للطلبة، وكذا الإجابة عن تساؤلاتهم والاستماع إلى مقترحاتهم فيما يخص التدابير الإجرائية وتطبيقها على أرض الواقع بما يضمن جودة التكوين، مع مراعاة الاختصاصات البيداغوجية الموكلة للأساتذة الباحثين والهياكل التنظيمية للكليات والجامعات”.
وأشاد الوزير بالمجهودات التي بذلها كافة المتدخلين لتجاوز هذه الأزمة واستعادة السير العادي للدراسة بهذه الكليات، وأخص بالذكر السيد رئيس الحكومة والسيد وسيط المملكة والسيد وزير الصحة والحماية الاجتماعية وكذا السيدات والسادة النواب والمستشارين ومختلف الهيئات التي قامت بالوساطة.
وخلص المداوي إلى أن “الحكومة في إطار جهودها المبذولة لتعميم التغطية الصحية وتوفير الموارد البشرية اللازمة، تعمل على تنفيذ برنامج يهدف إلى تطوير التكوين الطبي ورفع جاهزية الأطر الطبية؛ ويشمل هذا البرنامج، حسب المصدر ذاته، توسيع الطاقة الاستيعابية لكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان مع إنشاء ثلاث كليات جديدة بكل من الراشيدية وبني ملال وكلميمة”.