ترأس عامل إقليم تاونات، يوم أمس الإثنين 20 يناير 2025، اجتماعا موسعا للجنة الإقليمية لليقظة، تم خلاله عرض المخطط الإقليمي المعد للتعامل مع آثار موجة البرد القارس على الساكنة المتضررة. وقد ركز الاجتماع على استعراض الإجراءات الاحترازية والتدابير الفعالة التي تم اتخاذها من طرف مختلف المصالح المعنية للتقليص من تأثيرات هذه الموجة التي تعاني منها العديد من المناطق الجبلية بالمملكة.
و يأتي هذا الاجتماع في إطار تفعيل التوجيهات الملكية السامية التي دعت إلى تعبئة شاملة على مستوى المملكة بهدف تقديم الدعم اللازم للمواطنين، خاصة في المناطق الأكثر تضررا من برودة الطقس، والعمل على توفير ظروف ملائمة لضمان سلامتهم وصحتهم.
كما يستهدف المخطط الإقليمي مجموعة من الدواوير النائية في جماعة تمضيت بدائرة تاونات، إضافة إلى جماعتي ودكة والرتبة التابعتين لدائرة غفساي. تتميز هذه المناطق بارتفاعات شاهقة تتراوح بين 900 و1700 متر فوق سطح البحر، ويقدر عدد سكانها بحوالي 10,800 نسمة، موزعين على 2500 أسرة. وتشير المعطيات إلى أن هذه المناطق تمثل أبرز المناطق المستهدفة في إطار خطة التدخل، حيث سيتم التركيز على إزاحة الثلوج، فك العزلة عن الساكنة، وإصلاح الطرق المتضررة.
لم تقتصر الإجراءات على ما هو لوجستيكي فقط، بل تم أيضا التركيز على الجوانب الصحية والاجتماعية. فقد تم تخصيص فرق طبية متعددة التخصصات لزيارة المناطق المعنية، حيث سيتم تنظيم قوافل طبية في إطار عملية “رعاية” لتقديم الاستشارات والعلاج للساكنة، خاصة في ظل الظروف الصحية الصعبة التي تواكب موجة البرد. كما سيتم توفير الدعم للأشخاص الأكثر هشاشة، لا سيما النساء الحوامل لضمان الولادة في ظروف صحية آمنة.
وبخصوص الدعم الاجتماعي، سيتم توزيع ملابس شتوية وأغطية دافئة على الرجال والنساء المسنين المنحدرين من الأسر الفقيرة، فضلا عن تقديم كراسي متحركة لذوي الإعاقة. كما سيتم تخصيص أجهزة تدفئة لتحسين ظروف الدراسة في المدارس وتزويد المكاتب الإدارية بالمرافق الحكومية بالوسائل اللازمة لتوفير بيئة عمل دافئة.
إلى جانب ذلك، سيكون هناك دعم موجه للأشخاص بدون مأوى، من خلال تخصيص مراكز استقبال ومبيت للذين ليس لديهم مأوى، لتوفير لهم بيئة آمنة خلال فترات الليل القارسة. كما سيتم توفير أفرنة حديدية لعدد من الأسر المحلية المجاورة للمناطق الغابوية، ما سيساهم في تخفيف المعاناة في أوقات البرد الشديد.
المصدر : فاس نيوز