الخميس, يناير 30, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيإحياء روح الثمانينات..  حانوت يعود بالزمن إلى الماضي

إحياء روح الثمانينات..  حانوت يعود بالزمن إلى الماضي


DR


مدة القراءة: 3′

قرر مصطفى الخلوة أن يحول شغفه بالماضي إلى مشروع فريد من نوعه، وبدأ بجمع المواد الاستهلاكية القديمة التي كانت تؤثت جنبات الحانوت في السبعينات والثمانينات، وتطبع ذكريات جيل كامل.

ولد مصطفى سنة 1989 بدوار سيدي عبد العزيز التابع لجماعة أولاد حسين، بإقليم سيدي سليمان، ومنذ صغره وهو شغوف بجمع المنتجات الاستهلاكية التي اشتهرت في الثمانينات، مثل المشروبات الغازية، وأعواد الثقاب، وبعض الألعاب، التي كانت آنذاك جزءا أساسيا من طفولة الكثيرين.

وعند دخول الزوار إلى حانوت مصطفى، يجدون أنفسهم كأنهم عادوا بالزمن أربعين عاما إلى الوراء أو أكثر. الأرفف مصنوعة من الخشب البسيط، وتزينها عبوات قديمة بألوانها وتصاميمها الأصلية، والعبارات الإعلانية المكتوبة على المنتجات تعكس أسلوب التسويق في تلك الحقبة.

وفي حديثه لموقع يابلادي قال “هذه الهويات تشبعت بها منذ صغري، وفي سنة 2010، عثرث على مصباح تقليدي واشتريته من أحد الأسواق، لأنتقل بعد ذلك من الولع بالأشياء القديمة إلى جمعها”.

وواصل “أبحث عن السلع القديمة في أسواق المغرب بأكمله، أزور أصحاب محلات البقالة القديمة المقفلة أيضا على أمل العثور على بعض السلع التي لا تزال بحوزتهم”.

وواصل مصطفى الذي حول منزل العائلة القديم بسيدي عبد العزيز، إلى مكان لعرض السلع التي يجمعها على شكل حانوت قديم “من بين المواد التي جمعتها “زيوت في علب قصديرية، وزيوت في علب زجاجية، كان يستهلكها المغاربة في السبعينات والثمانينات، إضافة إلى علب لمسحوق الغسيل كان ثمنها آنذاك 20 سنتيما”.

وتابع “أنا لا أجمع القارورات أو العلب الفارغة،  كل السلع التي أجمعها أصلية وغير مستعملة”، وأشار إلى أن لكل منتوج يتوفر عليه في “الحانوت” التراثي الخاص به قصة فريدة”.

وقال “مشروب لاسيغون الغازي مثلا، بحثت كثيرا عنه، وفي أحد الأيام في سنة 2023، التقيت بشخص يملك دكانا مقفلا منذ سنوات طويلة، وأخبرته أني أجمع السلع القديمة، وأخبرني أنه يتوفر على صناديق من مشروب لاسيغون، وعندما رأى اهتمامي الشديد بابتياعها، بدأ في المراوغة والتهرب”.

“الناس يروجون كذبا أن قنينة المشروب الغازي غالية الثمن، لذلك كان يرفض بيعها لي ظنا منه أنه سيجني من ورائها أموالا طائلة، وباع لي قنينة واحدة، ووعدني بأنه سيبيع لي باقي القنينات، وبقيت لمدة خمسة أسابيع وأنا أتردد عليه، وعندما اتفقنا على ثمنها، عدت في الصباح، فإذا بي أجد الدكان قد احترق كاملا ومنهارا”.

أحس مصطفى بخيبة أمل كبيرة، لكن وبعد سنة من ذلك، توجه إلى مدينة بركان، ونشر شريط فيديو على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي، بخصوص هوياته، فتواصل معه شخص وأخبره بأن والده يتوفر على صناديق لمشروب لاسيغون منذ الثمانينات، وتواصل معه واقتناها كلها.

ويتواصل مصطفى مع العديد من الأشخاص الذين يتقاسم معهم نفس الهواية، وقال إنهم يتعاملون فيما بينهم بالمقايضة، حيث يسلم الذي يتوفر على كمية كبيرة من منتوجات قديمة معينة، بعضها للآخر، مقابل سلع أخرى.

وأكد أن الحانوت الذي عمل على توسيعه يوما بعد يوم من 15 سنة، يحظى باهتمام العديد من الأشخاص، ومن بينهم العديد من مغاربة الخارج، الذين يزورونه بغية استرجاع ذكريات طفولتهم.

حانوت مصطفى ليس مكانا للتسوق وإنما هو نافذة على الماضي، تتيح للناس فرصة للغوص في ذكرياتهم أو التعرف على نمط حياة كان أكثر هدوءا وبساطة، مما هو عليه الآن.





Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات