في خطوة استراتيجية تهدف إلى مراجعة وتطوير برنامج عمل جماعة المنصورية 2022-2027، انعقد يوم الخميس 2 يناير 2025، على الساعة العاشرة صباحاً، بدار الثقافة، يوم إخباري تشاوري لتقييم المراحل الأولى من تنفيذ البرنامج خلال السنوات 2022، 2023، و2024، وبحث سبل تحيينه في ضوء المستجدات الوطنية والمحلية.
تأتي عملية تحيين البرنامج في ظل مستجدات استراتيجية من شأنها إعادة صياغة المشهد العام بجماعة المنصورية.
أبرز هذه المستجدات يتمثل في الاستعدادات لاستضافة كأس العالم 2030، وهو حدث سيضع الجماعة على خارطة التنمية الوطنية والدولية.
كما يشكل الإعلان عن نتائج الإحصاء العام للسكان لشهر شتنبر 2024، أساساً لتحديد الاحتياجات التنموية للسكان بناءً على معطيات دقيقة.
إلى جانب ذلك، يشكل التعديل الجزئي للمخطط التوجيهي للتهيئة الحضرية فرصة لإعادة التفكير في أولويات الجماعة فيما يتعلق بالتوسع العمراني والتنمية المستدامة.
كما أن ملف إعادة الإسكان يبقى من القضايا الحيوية التي تتطلب معالجة شاملة تضمن حقوق الساكنة وتحسن ظروف عيشها.
ترأست اللقاء السيدة نزهة عفيري، النائبة الأولى لرئيس المجلس الجماعي، نيابة عن السيد الرئيس.
وقد نشط الجلسة السيد عبد الله ناجي، مدير المصالح بالجماعة، بحضور ممثل عامل الإقليم، وممثل باشا المنصورية، وممثل الوكالة الحضرية للدار البيضاء، إلى جانب ممثلة جهة الدار البيضاء-سطات، وعدد من ممثلي المصالح اللاممركزة والأجهزة التنفيذية للمجلس الجماعي.
كما شهد اللقاء مشاركة فعالة لرؤساء الجمعيات المحلية ورئيس هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع الاجتماعي.
تميزت الجلسة بمناقشات معمقة حول الأولويات التنموية للجماعة في المرحلة المقبلة.
وأكد المتدخلون أهمية التخطيط المبني على الرؤية المستقبلية في ظل التحديات التي تفرضها التحولات الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية.
وقد أشار المشاركون إلى ضرورة التركيز على البنية التحتية والخدمات الأساسية، مع مراعاة المعايير البيئية والتنمية المستدامة.
كما تم التطرق إلى الحاجة لتعزيز الشراكات مع مختلف الفاعلين الحكوميين والقطاع الخاص، بما يسهم في خلق فرص عمل وتحسين جودة الحياة لسكان الجماعة.
تحيين برنامج عمل جماعة المنصورية يُعد خطوة حاسمة لتعزيز التنمية المحلية وضمان ملاءمة الاستراتيجيات الحالية مع المتغيرات الجديدة.
فاستضافة كأس العالم 2030 ستدفع نحو تحسين البنية التحتية وتعزيز الاستثمار، ما سيخلق فرصاً اقتصادية كبيرة.
كما أن نتائج الإحصاء العام للسكان ستوفر بيانات دقيقة تساعد في توجيه السياسات التنموية بشكل أكثر فعالية.
من جهة أخرى، يُتوقع أن تسهم مراجعة المخطط التوجيهي للتهيئة الحضرية في تعزيز التوازن بين التنمية العمرانية وحماية البيئة، ما يعزز جاذبية الجماعة كمكان للعيش والاستثمار.
يشكل هذا اليوم الإخباري التشاوري انطلاقة نحو مراجعة شاملة وبراغماتية لبرنامج عمل جماعة المنصورية.
وفي ظل التحديات والفرص التي تطرحها المرحلة المقبلة، تبدو الجماعة على أعتاب تحولات كبرى قد تعزز مكانتها كفاعل محوري في التنمية المحلية والإقليمية، مما يتطلب مواصلة العمل التشاركي بين جميع الأطراف المعنية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.