الأحد, مارس 16, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيأين اختفت تونس قيس سعيد؟

أين اختفت تونس قيس سعيد؟



يتكرر المشهد في كل مرة وكل مناسبة، اختفاء تونس قيس سعيد عن المشهد الافريقي والعربي صار مألوفا إلى حد الابتذال، تغيب الجزائر لأسباب معروفة وإن كانت غير مقبولة، تختفي معها تونس دون سابق إنذار، تترشح الجزائر، تنزوي تونس إلى الوراء، داعمة ومناصرة دون شروط.

صارت في عهد قيس سعيد مثل طيف يظهر ويختفي، بل مجرد صوت انتخابي/احتياطي للجزائر، هكذا بدت تونس أو أريد لها أن تكون في عهد قيس خلال السنوات الأخيرة.

أمثلة كثيرة تؤكد هذا المنحى أو التوجه الجديد أو “هواية الاختفاء”، ليس من باب التجني، فخلال أقل من شهر، ، تونس اختفت في عهد قيس عن جميع المحافل، بل حضور الجزائر صار كافيا، فهي لم تترشح لمنصب نائب رئيس المفوضية الافريقية رغم أنه كان مخصص خلال قمة الاتحاد الافريقي (38) لشمال افريقيا، لكن، فضل قيس دعم الجزائر والتصويت لمرشحتها يوم 15 فبراير الماضي.

ليتكرر مشهد الغياب بعدها وفي ظرفا وجيزا، إذ بمجرد أن أعلنت الجزائر عبر بيان “خارجيتها الاحتجاجي” عن عدم حضور الرئيس تبون للقمة العربية في القاهرة التي عقدت يوم 04 مارس من هذه السنة، حتى اختفى قيس مرة أخرى.

مسلسل الاختفاء أو” ذوبان تونس” مثل قطعة ثلج، سيستمر دون سابق إنذار، بشكل لا يليق بتاريخ وعراقة وشهامة شعبها، حيث، سيتكرر المشهد هذه المرة على المستوى الرياضي، فخلال اشغال الجمعية العامة للكونفدرالية الافريقية يوم 12 مارس، اكتفت تونس قيس سعيد بدعم مرشح الجزائر للمكتب التنفيذي للكاف، وفضلت الاختفاء مرة أخرى.

الرغبة في الحصول على عضوية المكتب التنفيذي للكاف بالنسبة للدول ليس ترفا، أو مجرد حدث عابر، بل هو رهان بخلفيات جيوسياسية واستراتيجية، يتجاوز منطق الرياضة، إذ تسعى الدول من خلاله إلى الدفاع عن مصالحها الحيوية والتموقع بشكل جيد.

تونس ما قبل قيس سعيد، كانت حاضرة وبقوة وباحترافية على مستوى صناعة القرار على الرقعة الرياضية الافريقية، لكن، اليوم، كل شيء تغير، وكأن قيس سعيد وقع شيكا على بياض لعبد المجيد، لربما الامر يتجاوز ذلك، ليصل إلى ” الذوبان”، إذ صارت تونس بلا لون ولا طعم بل بلا صوت، مثل قطعة ثلج، أو وكأنها تحولت إلى ” طيف”.

فكيف يمكن فهم وتبرير انسحاب ممثل تونس حسين جنيح المدير السابق للمنتخبات الوطنية التونسية لصالح مرشح الجزائر الذي كانت حظوظه ضعيفة، وهو انسحاب ليس الأول، ومن غير المستبعد أن يكون الأخير في عهد قيس سعيد.

ثمة محاذير في السياسة كما في الاقتصاد والرياضة، فغايات ورهانات الدول عادة ما تكون وفق حسابات دقيقة ومدروسة، وترتكز على تحالفات تراعي المصلحة الوطنية، مع الحرص على الاستقلالية في اتخاذ القرار.

لكن، قيس سعيد نجح في جعل تونس شبيهة إلى حد التطابق بالجزائر، بفعل التماهي مع سياساتها- رغم الاختلافات على مستوى التاريخ والعراقة وطبيعة النظامين- رغم كل ذلك، يصر قيس على تحطيم كل شيء جميل وتكسير ما تبقى من بلدا انهكه المتآمرون والدعاة وأشباه الوطنيين.

لكن، قيس سعيد يهوى لعبة الاختفاء، فأمام كل هذا الخراب، فلديه ما يكفي من الوقت ليعمل بجد لا متناهي لطمس هوية وعقيدة تونس الخضراء التي وضع أسسها الراحل الحبيب بورقيبة.

فمتى تعود تونس إلى وضعها الطبيعي، ومتى تظهر تونس من جديد بعد هذا الاختفاء الطوعي أو القسري، متى ينهي وينتهي قيس من لعبة الاختفاء، ألم يحن الوقت، لمراجعة هذه السياسات والتوجهات التي لا تخدم مصالح الشعب التونسي، إذ بات الوضع الراهن يؤشر على انكماش وتراجع تونس، وعجزها عن القيام بدورها المحوري في المنطقة المغاربية.



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات