قال المخرج المغربي داوود أولاد السيد، إن السينما المغربية تحتاج لتواجد الأفلام التجارية والروائية معا، وذلك ردا على الانتقادات التي وجهها بعض النقاد بسبب سيطرة الأولى على الثانية واتهامها بالاعتماد على تقنيات وأساليب دخيلة على الفن السابع.
وأضاف داوود أولاد السيد في تصريح لـ”العمق”، أنه اشتغل على العديد من الأفلام الكوميدية التجارية في مسيرته الفنية لأن هذه النوعية تجذب الجمهور، داعيا إلى ضرورة إيقاف الدعم العمومي عنها على غرار الدول الغربية لأن باستطاعتها تحقيق الأرباح، في مقابل توجيه كافة الدعم للأفلام الروائية التي تعالج المواضيع المهمة، والتي تستقطب جمهورا أقل، وفق تعبيره.
وعن فرض الإنتاج الغربي لبعض المواضيع على السينما المغربية، أوضح أولاد السيد أنه اشتغل مع الأجانب في عدد من أفلامه لكنه لم يسبق له أن تعرض لذلك، مشددا على أنه يختار جميع مواضيعه وفق رؤيته وما يؤمن به.
واعتبر أولاد السيد أن الطابوهات ليست محرمة في السينما التي يجب أن يتم التركيز فيها على طريقة الحكي أكثر من الحكاية، مشيرا إلى أنه تطرق إلى الدين في فيلم “الجامع” وتلقى العديد من الإشادات من رجال الدين حوله، كما تطرق إلى موضوع المثلية الجنسية في فيلم “باي باي سويرتي” قبل حوالي 25 عاما مع محمد البسطاوي وعبد الله ديدان وجرى عرضه على شاشة التلفزيون.
وكشف المخرج المغربي، أنه يميل إلى سينما البساطة والعمق وبإمكانه تناول جميع المواضيع دون إحداث صدمة لدى الجمهور لأنه يفضل الاعتماد على الإيحاءات في أعماله.
وحول آخر أعماله السينمائية “المرجا الزرقاء” الذي حصد عدد من الجوائز، عبر داوود أولاد السيد عن سعادته بالأصداء الجيدة التي حققها شريطه السينمائي الجديد، مشيرا إلى أنه واجه العديد من الصعوبات في إدارة الطفل الضرير الذي جسد بطولته رفقة الفنان محمد خيي.
وتدور أحداث الفيلم حول طفل يدعى “يوسف” يبلغ من العمر 12 عاما، يتيم وكفيف، يعيش مع جديه في قرية نائية في الصحراء.
في أحد الأيام يتفاجأ يوسف بشراء جده لآلة تصوير له فيقرر خوض رحلة لمكان سمع عنه يدعى “المرجة الزرقا” وتوثيق ما لا يستطيع رؤيته.
وكان الفنان المغربي محمد خيي قد فاز بجائزة أحسن ممثل عن فيلمه الروائي الطويل”المرجا الزرقا” للمخرج داوود أولاد السيد، وذلك ضمن فعاليات الدورة الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
وتمكن خيي من اقتناص الجائزة في مسابقة آفاق السينما العربية بعد منافسته لعدد من نجوم السينما في الوطن العربي، وتسلم المنتج المغربي عبد السلام المفتاحي، الجائزة بالنيابة عنه بسبب تعذر سفره نتيجة انشغاله بتصوير عمل درامي جديد يرتقب عرضه خلال شهر رمضان المقبل.