أقيمت بمدينة الحسيمة خلال يومي الأحد والاثنين، أنشطة متنوعة ضمن فعاليات الدورة السادسة لمهرجان منارة المتوسط للشباب، الذي يسلط الضوء على التنوع الثقافي والفني لإقليم الحسيمة، وإبداعات شبابه، والذي يهدف أيضا إلى تعزيز التواصل ومد الجسور بين مختلف روافد الهوية المغربية.
وينظم المهرجان، الذي يحمل شعار “منارة المتوسط إشعاع للفن والثقافة”، من لدن جمعية ساكنة الأهالي للتنمية والتضامن، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل ـ قطاع الثقافة – ومجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة وعمالة إقليم الحسيمة والمديرية الإقليمية للثقافة وجماعة الحسيمة، تأكيدا على قيمة الثقافة والفن وأهمية الحفاظ على التراث ونقله بين الأجيال.
وعرفت التظاهرة تنظيم فقرات موسيقية مع فنانين محليين، ومعرض الفنون التشكيلية بقاعة الفنون بدار الثقافة مولاي الحسن للتعريف بالأعمال الفنية وتحفيز التشكيليين المحليين على الإبداع بالريشة والألوان، إلى جانب عقد ندوة حول “دور الدبلوماسية الثقافية في خدمة القضية الوطنية” بمشاركة ثلة من المثقفين والباحثين، وزيارة إلى مركز أطفال الثلاثي الصبغي بالحسيمة لتقاسم الفرحة مع هذه الفئة من المجتمع.
كما شكل المهرجان مناسبة للقيام بجولات ميدانية على معالم تاريخية بإقليم الحسيمة، لاسيما مسجد أدوز التاريخي بجماعة الرواضي، والذي يرجح أن تاريخ بنائه يعود إلى حوالي 800 سنة، وكذا سوق الأحد بالجماعة نفسها، وقرية الصناع التقليديين، ودار الضيافة بجبل بورفيع نواحي بادس سعيا لتشجيع السياحة القروية.
وأبرز رشيد أنبيكا، رئيس جمعية ساكنة الأهالي للتنمية والتضامن، المنظمة للمهرجان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الفعالية تروم تعزيز مكانة الحسيمة كوجهة ثقافية وفنية، عبر الجمع بين الإبداع المعاصر والهوية التراثية النابضة بالمنطقة، مضيفا أن مهرجان منارة المتوسط للشباب هو تجربة ثقافية ناجحة، تسعى إلى ترسيخ قيم التعايش والانفتاح، والجمع بين الفنانين والمثقفين والمبدعين والجمهور.
من جانبه، أشار المدير الفني للمهرجان، إلياس البقالي، إلى أن هذا الحدث الثقافي يمثل منصة مهمة للترويج لتراث إقليم الحسيمة، إذ يجمع بين الأنشطة الثقافية والفنية والاهتمام بالتنمية المحلية، مؤكدا على أهمية الثقافة والفن باعتبار مكانتهما الأساسية في تعزيز الوعي المجتمعي وإثراء القيم الإنسانية والترويح عن النفس.
وسيختتم المهرجان مساء الثلاثاء بسهرة فنية متنوعة ستجمع بين ثلة من الفنانين المحليين، لاسيما بلال المغربي ونجاة الحسيمة ونبيل التارجيستي، بحضور فرقة تدغين للغيطة الجبلية، إلى جانب تكريم مجموعة من الشخصيات في مجالات متنوعة.
بهذا الخصوصو، أكد نبيل التارجيستي، المتخصص في التراث الموسيقي الهيت الصنهاجي، إن المهرجان فرصة للقاء بين الفنانين والجمهور المتعطش للفن، معتبرا أنه يجمع بين مختلف الروافد الثقافية لإقليم الحسيمة.
; l u
