الثلاثاء, أبريل 1, 2025
Google search engine
الرئيسيةالرئيسيةأنبياء على الورق.. – لكم-lakome2

أنبياء على الورق.. – لكم-lakome2


الأنبياء الحقيقيون الذين عرفهم التاريخ القديم ناضلوا من أجل ″أفكارهم الدينية″ ولم يساوموا عليها أو يتنازلوا عنها قيد أنملة أمام إغراءات وتهديدات جبابرة ذاك الزمان.
بل وأكثر من ذلك، استطاعوا بمعية من اقتنعوا بأفكارهم أن يغيروا المجتمعات التي كانوا ينتمون إليها.
باختصار، قلبوا الأمور رأسا على عقب وظلوا يعملون بلا كلل أو ملل في سبيل أهدافهم النبيلة ولم يهنأ لهم بال أو يستقر بهم حال إلى أن التحقوا بالعالم الآخر.

آراء أخرى

أما أنبياء هذا الزمان- المثقفون حسب تعريف المفكر الأمريكي تشومسكي- فالميزة الأساسية لدى معظمهم أنهم يحاولون جاهدين..″أن يعيشوا حياة مزيفة بنزاهة!″ – تعبير لأدورنو بتصرف-
كيف؟

حياة المثقف كما يقول إدوارد سعيد تدور أساسا حول المعرفة والحرية.
المعرفة، لأنه محكوم عليه بالإلمام والإحاطة بثقافة وعلوم عصره ليس بشكل أكاديمي لأن هذا مستحيل عمليا ولكن بالقدر الذي يتيح له فهم وتحليل واستشراف نظم المجتمع المختلفة وآليات التوجيه والتغيير من الداخل ومن الخارج.
بصيغة مقتضبة، فالمثقف هو من ينفعل للأحداث ويتفاعل معها ويفعل فيها.

الحرية، لأنه وببساطة لا يعقل أن يكون له موقف من المعارك الدائرة حوله..وهو سجين!
سجين الحركة أم سجين الرأي..الأمر سيان.
وللأسف الشديد، فالعبارة السوريالية التي جاءت على لسان مدير السجن الحربي تدمر مخاطبا أحد المحكومين بالمؤبد..″موقعك في المعركة سجين!″..(راجع مؤلف ″ناج من المقصلة″ لمحمد برو)..هي لسان حال جل أنبياء هذا الزمان. فما أكثر الخطوط الحمراء والسياج المحرمة التي يمنع الإقتراب منها.
بصيغة مقتضبة مرة أخرى، فاقد الشيء لا يعطيه والفاقد للحرية فاقد للأهلية!
ولو ملك علم الأولين والآخرين!

المسألة بسيطة جدا..لا يمكنك فك أغلال المأسورين بيدين مقيدتين بالسلاسل.
ثرثر أنى وحيث وكيف وكما شئت فلن يغير ذلك من واقع القيود والأقفال شيئا.
إلى ماذا يؤول كل هذا الكلام؟
إلى النتيجة التالية :
– لا طائل من الأقوال العالمة بلا أفعال عاملة!

لقد تخطت أفكار أنبياء العهد القديم جميع الحواجز والمعيقات وانتشرت في كل الآفاق فيم بقيت أفكار أنبياء العهد الجديد حبيسة الأوراق!
كتابة أفكار الواقع على الورق شيء وتغيير واقع الأفكار شيء آخر!
وبشكل دقيق جدا، قد يزعج الكثيرين، لقد نجحت ″الأفكار الدينية″ في تغيير واقع أنبياء العهد القديم إلى واقع جديد جدا بينما فشلت ″الأفكار الدنيوية″ لأنبياء العهد الجديد في تغيير واقعهم القديم جدا!
هل نمسك عن هذا الحديث القديم جدا أم نسترسل في الكلام الحديث جدا؟
لا مناص من الإعتراف بأن هناك حلقة مفقودة بين ماضي الكلام وحاضره.

ربما..أقول ربما..كانت شعوب الماضي البعيد قريبة عاطفيا من أفكار أنبيائها على عكس قلوب الحاضر البعيدة جدا عن عقول مثقفيها!
بأفكاره الدينية، قد يسمو الإنسان وينفك من قيوده الأرضية..وأفكاره الدنيوية..ولنا في المقاومة الفلسطينية خير مثال.
هل بمقدور الأفكار المادية لوحدها أن تغير من طبيعة الواقع المادي الذي منه وإليه تنتهي؟
هذا هو السؤال!

 



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات