هبة بريس من امستردام
نظمت جمعية الصداقة حفلاً فنياً موسيقياً راقياً احتضنته قاعة بلدية أمستردام، واستمرت الفعالية من الساعة السادسة مساءً حتى التاسعة ليلاً. وقد أحيت الحفل فرقة “روح التراث” بقيادة الفنان الكبير إدريس شقارة، الذي سار على نهج والده، الفنان الراحل عبدالصادق شقارة، أحد أعلام الموسيقى الأندلسية.
وافتتح رئيس جمعية الصداقة “أحمد المسري” الحفل بكلمة ترحيبية، وذلك بعد عزف النشيد الوطني، مما أضفى شعوراً بالاعتزاز الوطني وروح الانتماء.
كما شهد الحفل أجواء مميزة حيث التأمت أنغام الموسيقى الأندلسية مع أضواء خافتة وزينة تعكس ألوان التراث. وقُدمت فقرات موسيقية أصيلة، بدأت بعزف مميز من فرقة موسيقية تقليدية أبهرت الحضور بأنغامها الوترية والنحاسية، ليعيش الحضور لحظات تنقلهم إلى عوالم الماضي الأندلسي العريق.
وقد تناوب المنشدون على المسرح لتقديم مقطوعات أندلسية تعبر عن الحب والحنين، وسط تفاعل حماسي من الجمهور الذي لم يتوقف عن التصفيق والهتاف، وأبرز ما ميز الأمسية هو التناغم الفريد بين الغناء والموسيقى والرقص، حيث قدم الحاضرون عرضاً يعكس روح الموسيقى الأندلسية بحركات رشيقة وأداء مبهر.
الفنان إدريس شقارة خطف الأضواء في هذا الحدث بموهبته الفريدة، مقدماً مقطوعات أندلسية ساحرة حملت الحضور في رحلة عبر الزمن، أعادت إلى الأذهان عظمة الحضارة الأندلسية وتراثها الموسيقي الزاخر. ولم تقتصر الأمسية على الموسيقى الأندلسية فقط، بل شملت أيضاً مقطوعات من الأغاني الشعبية المغربية، مما أضاف تنوعاً وجاذبية للبرنامج الفني.
كما حرصت جمعية الصداقة على تكريم الحضور بتقديم عشاء فاخر وحفل شاي، تعبيراً عن التقدير والامتنان. كما شهد الحفل توزيع هدايا على محدودي الدخل وذوي الاحتياجات الخاصة، في لفتة إنسانية تجسد قيم التضامن والعطاء.
هذا الحفل إستقطب جمهوراً واسعاً من الجالية المغربية والعربية والإسلامية، وحتى الهولندية، حيث استلهم الجميع جمال الألحان وروعة الأداء في أجواء فنية راقية تُبرز التراث الثقافي المغربي والأندلسي.
واختُتمت الأمسية بتصفيق حار وإشادة واسعة من الحضور، الذين وصفوا الحفل بأنه تجربة فنية شاملة تدمج بين الماضي والحاضر، وتؤكد أهمية الحفاظ على التراث الموسيقي وتعزيزه في المجتمعات المغتربة. وكان هذا الحفل رسالة ثقافية وإنسانية عكست جمال الفن المغربي وعمق التراث الأندلسي، في ليلة ستظل خالدة في ذاكرة الجميع.