شهدت منطقة إغرم بإقليم تارودانت، خلال الساعات الأخيرة، اجتياحًا واسعًا لأسراب من الجراد، ما أثار حالة من الاستنفار بين سكان المنطقة والفلاحين الذين يعتمدون بشكل أساسي على النشاط الزراعي كمصدر رزقهم، حيث خلقت الظاهرة مخاوف حقيقية بشأن تأثيراتها المحتملة على المحاصيل الفلاحية والغطاء النباتي، خاصة في ظل الظروف المناخية التي تسهم في انتشار الحشرات بسرعة أكبر.
وعبر السكان المحليون عن قلقهم من حجم الأسراب التي اجتاحت الحقول والمراعي، وسط مخاوف من تفاقم الوضع إذا لم تتدخل الجهات المختصة بشكل سريع وفعال، خصوصًا وأن المنطقة تعاني أصلًا من تحديات مرتبطة بالجفاف والتغيرات المناخية، ما يضاعف من هشاشة الموسم الفلاحي.
وتشير بعض المعطيات المتداولة إلى أن هذه الحشرات تنتمي إلى نوع محلي موسمي من الجراد، صغير الحجم وغير مهاجر، ولا يتعلق الأمر بالجراد الصحراوي المعروف بخطورته الكبيرة وقدرته على قطع مسافات شاسعة وإتلاف كميات ضخمة من المحاصيل، غير أن الجهات المختصة تواصل مراقبة الوضع عن كثب تحسبًا لأي تطور غير متوقع.
وفي هذا السياق، أفادت مصادر محلية أن السلطات الإقليمية بتارودانت قد باشرت تحركاتها لرصد الوضع، حيث من المتوقع أن يتم تفعيل خطط محلية لمكافحة انتشار الجراد من خلال عمليات رش المبيدات ومراقبة تحركات هذه الأسراب لتفادي امتدادها نحو مناطق أخرى.
وتأتي هذه التحركات في ظل تحذيرات سابقة من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) حول احتمال تكاثر الجراد في بعض مناطق شمال إفريقيا نتيجة للظروف المناخية الملائمة، مما يفرض تعزيز اليقظة واتخاذ الاحتياطات اللازمة.
