الأربعاء, مارس 26, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيأسراب الجراد تتربص بالمغرب.. خطر يهدد المحاصيل وتحذيرات من المبيدات السامة

أسراب الجراد تتربص بالمغرب.. خطر يهدد المحاصيل وتحذيرات من المبيدات السامة


تتربص منذ أيام أسراب من الجراد الصحراوي القادمة من الأراضي الجزائرية بالحدود الشرقية للمغرب، التي تعيش حالة استنفار وتأهب، بحيث كثف المركز الوطني لمكافحة الجراد جهودا الاستباقية لتأمين المحاصيل الزراعية، ورش مبيدات بمنطقة الشكاكة بامحاميد الغزلان بعد وصول أعداد قليلة من الجراد.

الجراد التي يعتبر آفة خطيرة على المحاصيل الزراعية، تأتي على الأخضر واليابس، انتعش التغيرات المناخية، خصوصا الأمطار التي عرفتها منطقة إفريقيا جنوب الصحراء مؤخرا وساهمت في تكاثره، ورياح الشركي التي جاء محملا على متنها.

وتواصلت “العمق” مع المركز الوطني لمكافحة الجراد للاستفسار عن جهود مكافحة الآفة ونوع المبيدات المستخدمة، إلا أن المركز أحال الجريدة إلى المديرية العامة للوقاية المدنية، التي رفضت تقديم أي معلومات عبر الهاتف، مشترطة إرسال مراسلة لمديرها العام للحصول على الترخيص للإدلاء بالمعلومات.

في المقابل أفادت مصادر محلية بمدينة زاكورة أن المركز الوطني لمكافحة الجراد تعامل قبل أيام مع أعداد قليل من الجراد الصحراوي القادم من الشرق، في امحاميد الغزلان، عبر رش مبيدات، لكنها لم تحدد طبيعة هذه المبيدات المستعملة ومدى تأثيرها على البيئة والتنوع البيولوجي.

وفي هذا الصدد، حذرت جمعية أصدقاء البيئة من استعمال عدد من المبيدات الخطيرة على البيئة والصحة، المحظور استعمالها دوليا، مثل المبيدات العضوية الكلورية، والفوسفورية العضوية، والبيريثرويدات الصناعية، والنيكوتينويدات الجديدة، بسبب تأثيراتها السلبية على صحة الإنسان والحياة البرية والماء والنحل والحشرات النافعة.

ودعت، في بلاغ لها إلى استعمال بدائل آمنة من قبيل المبيدات البيولوجية، مثل الفطر الممرض (Metarhizium acridum)، و”هو بديل صديق للبيئة يستخدم حاليًا في بعض الدول”، بالإضافة إلى المبيدات القائمة على المستخلصات النباتية، مثل زيوت النيم (Neem oil)، التي تعمل على منع نمو الجراد دون الإضرار بالبيئة.

وقال رئيس جمعية أصدقاء البيئة، جمال أقشباب، إن مناطق الجنوب الشرقي بدأت تنتعش مؤخرا من حيث التنوع البيولوجي، بفضل الأمطار الأخيرة، خصوصا أنها عرفت مشاريع لإعادة توطين مجموعة من الحيوانات كالغزلان والنعام، محذرا من أن يؤدي استعمال مبيدات محظورة دوليا إلى تدمير هذه البيئة.

وأشار أقشباب، في تصريح لجريدة “العمق”، إلى أن المغرب استعمل في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي مبيدات حشرية محظورة دوليا بكثافة، لمكافحة الجراد، وهو ما ساهم في اختفاء خلايا النحل بالمنطقة، بالإضافة إلى اختفاء وتراجع أعداد أنواع من الحيوانات، خصوصا أن بعضها قد تتغذى على الجراء الملوث بالمبديات.

ونبه إلى أن رش المبيدات بالطائرات يسبب أضرارا للفرشة المائية، خصوصا أن هناك عدد من الآبار المفتوحة، كما تشكل المبيدات السامة خطرا على الإنسان، خصوصا أن الجراد يدخل ضمن العادات الغذائية لسكان مناطق الجنوب الشرقي. ودعا إلى اللجوء إلى طرق بديلة لمكافحة آفة الجراد.

وأوضح أن ظهور أسراب الجراد مرتبط بالتساقطات المطرية في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء، حيث تدفن هذه الحشرات عادة بيضها في التربة الرملية المبللة، وتوفر لها مياه الأمطار الرطوبة اللازمة والظروف المناسبة للتكاثر. ويتحكم في هجرة هذه الحشرات عاملان: رياح الشرقي التي تحملها، وغريزتها التي تدفعها للبحث عن الغذاء.

وغالبا ما تكون لاجتياح أسراب الجراد نتائج كارثية على البيئة والمحاصيل الزراعية، بحسب جمال أقشباب، “لأنه يأتي على الأخضر واليابس”، وبالنسبة لزاكورة فهو يهدد النخيل المحاصيل الزراعية، خصوصا أنها انتعشت بفضل الأمطار الأخيرة، كما يهدد أيضا العديد من ضيعات البطيخ الأحمر، التي استثمر فيها أصحابها من أموالا طائلة، بحسب تعبيره.



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات