في خطوة قد تزيد من تعميق جراح نادي الرجاء الرياضي، وجه أنس الزنيتي، الحارس السابق للفريق والحالي لنادي الوصل الإماراتي، إنذارًا رسميًا إلى إدارة “النسور الخضر” بسبب تأخر صرف مستحقاته المالية المتراكمة.
هذه الخطوة ليست مجرد مطالبة مالية، بل تعكس أزمة أعمق تتخبط فيها إدارة النادي، وتطرح تساؤلات جدية حول قدرة المسؤولين على الوفاء بالتزاماتهم في ظل الأزمة المالية الخانقة.
ما يجعل هذا التصعيد مثيرًا للجدل هو أن الزنيتي لم يغادر الرجاء بطريقة مفاجئة أو غير متفق عليها. فقد وقع بروتوكولًا واضحًا مع الإدارة قبل رحيله في فترة “الميركاتو” الشتوي، يقضي بتسوية مستحقاته المالية على دفعات محددة بقيمة 70 مليون سنتيم لكل دفعة.
ورغم وضوح الاتفاق، إلا أن تأخر التنفيذ دفع الحارس السابق إلى التهديد باللجوء إلى لجنة النزاعات التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ما يضع الإدارة أمام اختبار صعب في وقت حساس من الموسم.
لا يمكن قراءة هذا التصعيد بمعزل عن الخلفيات العاطفية والرمزية التي يمثلها الزنيتي لجماهير الرجاء.
فالرجل لم يكن مجرد حارس مرمى، بل كان عميدًا للفريق وركيزة أساسية في غرفة الملابس. رحيله أثار حينها موجة من التساؤلات والانتقادات، وها هو اليوم يفتح بابًا جديدًا للأزمات التي يبدو أن النادي لم يعد قادرًا على إغلاقه بسهولة.
الأخطر في هذه القضية هو أن نزاعًا قانونيًا بين الزنيتي ونادي الرجاء لن يكون مجرد خلاف مالي، بل ضربة لصورة النادي الذي لطالما قدم نفسه كأحد أعمدة الكرة المغربية.
كيف يمكن لفريق بحجم الرجاء أن يعجز عن الوفاء بالتزاماته تجاه أحد أبرز رموزه في السنوات الأخيرة؟ وكيف ستنعكس هذه الأزمة على علاقة الإدارة بالجماهير التي بات صبرها ينفد مع توالي الأزمات؟
في النهاية، يبقى السؤال الأهم: هل تستطيع إدارة الرجاء امتصاص هذه الأزمة وحل ملف الزنيتي قبل أن يتحول إلى قضية رأي عام رياضي؟ الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالكشف عن مدى قدرة مسؤولي النادي على تجاوز هذا الامتحان الجديد في مسيرة يبدو أنها أصبحت رهينة للأزمات أكثر من الإنجازات.
