أكد عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، اليوم الاثنين بمجلس النواب، أنه بفضل فعالية خارطة الطريق السياحية 2023-2026 التي قامت الحكومة بتنزيلها تفعيلا للرؤية الملكية الرامية إلى تطوير القطاع السياحي وتعزيز تنافسيته، بات المغرب أول وجهة سياحية في إفريقيا.
وقال أخنوش، في عرض قدمه خلال جلسة الأسئلة الشهرية حول السياسة العامة التي خصصت لموضوع “التوجهات الكبرى للسياسة السياحية”، إن خارطة الطريق السياحية “تم إنجازها بفضل التعبئة الشاملة والانخراط الكامل من جميع الفاعلين والمتدخلين، سواء من القطاعين العام أو الخاص”، مشيرا الى أن هذه الاستراتيجية “الطموحة” ر صد لها غلاف مالي لا يقل عن 6 ملايير درهم، بهدف تحفيز آليات تنمية النشاط السياحي، وتعزيز الطلب، “وهو ما نعول عليه لتعزيز جاذبية وجهة المغرب كقطب سياحي عالمي“.
وأبرز رئيس الحكومة في هذا الصدد، أنه تم تحديد 9 سلاسل موضوعاتية و5 سلاسل أفقية تهدف إلى تقوية مكانة المغرب السياحية، لافتا إلى أن ذلك تم من خلال خطة تنافسية قائمة على عدة روافع أساسية، ترتكز على وضع مخطط لمضاعفة سعة النقل الجوي، لتيسير وصول السياح إلى مختلف المناطق؛ وتعزيز الترويج والتسويق السياحي مع إيلاء اهتمام خاص للرقمنة و تنويع منتجات التنشيط الثقافية والترفيهية، مع تعزيز دور المقاولات الصغرى والمتوسطة في هذا المجال، فضلا عن تأهيل الفنادق وإحداث قدرات إيوائية جديدة ، وتعزيز الرأسمال البشري.
كما انخرطت الحكومة، من جهة ثانية، يضيف أخنوش، في توقيع عقود تطبيقية في إطار تنفيذ خارطة الطريق السياحية على المستوى الجهوي، “وذلك بهدف تعزيز العرض السياحي عبر مختلف الجهات”. وأفاد بأن هذه العقود تشمل مشاريع تهدف إلى تطوير البنية الفندقية، ورفع الطاقة الاستيعابية، وتحسين العرض السياحي في المناطق المستهدفة.
ولاغتنام الفرص المتاحة وتوفير الشروط اللازمة للتنزيل الأمثل لأهداف خارطة الطريق السياحية، يسترسل رئيس الحكومة، كانت الحكومة على وعي تام بأن “تعزيز مكانة بلادنا كوجهة سياحية مميزة على المستوى العالمي، لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الرهان على التسويق والترويج بشكل جيد للوجهة المغربية“.
واستحضر في هذا السياق، الإشعاع الكبير الذي استفادت منه المملكة “نظير التألق المبهر لمنتخبنا الوطني في منافسات كأس العالم لكرة القدم – قطر 2022″، مبرزا أنه وبالموازاة مع هذا الإشعاع، أطلقت الحكومة العديد من المبادرات التي تسعى لإبراز جمال وثقافة المملكة، وجذب المزيد من السياح من مختلف أنحاء العالم.
ولفت أخنوش إلى أن حملة “المغرب أرض الأنوار”، تعد أبرز هذه المبادرات، حيث جابت مجموعة من الدول في نفس الوقت، من خلال وسائل الإعلام الرقمية والشاشات العملاقة في العواصم العالمية الكبرى، إضافة إلى حملة “نتلاقاو في بلادنا” لتشجيع السياحة الداخلية.
وشملت الجهود الحكومية، كذلك، حسب أخنوش، توقيع شراكات استراتيجية مع منظمي الأسفار، حيث تم التعاقد على إجمالي 2 مليون مسافر مع منظمي الرحلات سنة 2024، ما يمثل زيادة بنسبة 38 في المائة مقارنة مع سنة 2023، فضلا عن إطلاق المكتب الوطني للسياحة مجموعة من المبادرات التي تهدف إلى تنويع وتعزيز الترويج السياحي، “مما ساهم في تأمين نسبة مهمة من الليالي المسجلة داخل مؤسسات الإيواء السياحي المصنفة، وهو ما يعكس النجاح المستمر في جذب المزيد من السياح إلى المغرب ويعزز قدرة القطاع السياحي على استقطاب الأسواق الجديدة“.
وتطرق رئيس الحكومة أيضا، إلى الجهود المبذولة لتسهيل وفود السياح الأجانب، من خلال العمل على الرفع من وتيرة التمكين من الحصول على التأشيرة الإلكترونية، مشيرا الى أنه خلال الفترة الممتدة من يوليوز 2022 وإلى غاية نهاية سنة 2024، أصدرت المملكة ما مجموعه 386 ألف تأشيرة إلكترونية، 95 في المائة منها كانت من أجل السياحة.
وبعدما أكد إدراك الحكومة أن أهداف خارطة الطريق السياحية “لن تتحقق دون الرهان على تطوير النقل الجوي الوطني، وتنويع الشركاء في القطاع”، أبرز أخنوش أن الجهود المبذولة على هذا الصعيد ساهمت بشكل كبير في تحقيق رقم قياسي من حيث عدد الوافدين.
وأفاد بأن سنة 2024 سجلت زيادة بنسبة 30% في عدد المقاعد الجوية المتعاقد عليها من قبل المكتب الوطني المغربي للسياحة، بزيادة 3.5 ملايين مقعد إضافي مقارنة بسنة 2023، ما أسهم في رفع السعة الإجمالية للمقاعد الجوية بنسبة 20%.
علاوة على ذلك، عمل المكتب الوطني للسياحة على تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الخطوط الملكية المغربية، حيث تم توقيع اتفاقية لمدة ثلاث سنوات تهدف إلى زيادة عدد المقاعد المتاحة وإنشاء خطوط جوية جديدة، “وهو ما يعكس التزامنا الدائم بتعزيز قطاع النقل الجوي الوطني”، فضلا عن الجهود الرامية إلى تطوير الشراكات على مستوى الربط الجوي بهدف الرفع من الرحلات المباشرة، لاسيما من الأسواق المصدرة ذات المؤهلات القوية، لمواصلة الزخم الذي شهدته سنة 2024 على هذا الصعيد.
ولفت رئيس الحكومة في هذا السياق، إلى أنه تم التعاقد على 11.4 مليون مقعد مع شركات الطيران، ما يمثل 87% من القدرة الإجمالية للنقل المباشر في جهات المملكة، تنضاف إلى الرحلات الاعتيادية التي تهم قطب الدار البيضاء، وإنشاء خطوط جديدة غير مسبوقة وربطها مع مختلف المطارات الوطنية.
وفي خطوة مهمة نحو تطوير الشراكات الدولية، يتابع أخنوش، تم توقيع شراكة “غير مسبوقة” مع واحدة من أكبر الشركات العالمية للطيران، بهدف مضاعفة عدد المسافرين من 4,5 مليون إلى أكثر من 10 ملايين مسافر بحلول عام 2027، مما مكن من إطلاق 24 خطا جويا دوليا جديدا، إلى جانب فتح 11 خطا داخليا جديدا للربط بين مدن مغربية مهمة، الأمر الذي ساهم في تعزيز ربط مجموعة من المطارات على غرار ورزازات والصويرة والرشيدية، “ومنح دفعة قوية للسياحة الداخلية“.