لقد اختار إلياس المالكي طريقه الخاص به، لتحقيق ذاته، بالطريقة التي وجد أنها تناسبه في مجتمع معطوب، يعاني من اختلالات أخلاقية وتربوية، مثل كل المجتمعات التي طغت عليها قيم الرأسمالية المتوحشة.
*أحمد الدافري
اليوتوبر المغربي إلياس المالكي شخص فشل في دراسته، وليس له مستوى تعليمي عالٍ، ولا يتقن اللغات الأجنبية..
نعم.
إنه لا ينتج شيئا ذا فائدة عظمى عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ويتحدث بكلام فاحش، وخطاباته تنحدر في مجملها نحو القاع.
نعم.
أنا من بين الذين يؤاخذون عليه أنه يروج خطابا موغلا في السوقية، ويزيغ أحيانا عما هو مسموح به اجتماعيا وقانونيا..
نعم
إنني يمكن أن أتعاطف معه بحكم أنه شخص يسعى إلى إثبات وجوده وتحقيق طموحاته في مجتمع فيه الكثيرون من أمثاله ممن لم ينجحوا في المدارس، ومنهم برلمانيون أميون، ورؤساء جماعات فاسدون، و مٌنتخبون جماعيون من ذوي السوابق القضائية.
لكنني رغم كل هذا، لا يمكنني أن أتفق نهائيا مع السيد المهداوي، فيما ذهب إليه، حين اعتبر أن إلياس المالكي عندما قال :”أنا ماباغي والو، باغي غير ما نتشدش”، فهو استطاع بقوله ذاك أن يمرر بذكاء رسالة سياسية خطيرة.
إنه ليس من المعقول تحميل خطابات إلياس المالكي ما لا تتحمّل.
لقد اختار إلياس المالكي طريقه الخاص به، لتحقيق ذاته، بالطريقة التي وجد أنها تناسبه في مجتمع معطوب، يعاني من اختلالات أخلاقية وتربوية، مثل كل المجتمعات التي طغت عليها قيم الرأسمالية المتوحشة.
إن الرسائل السياسية الخطيرة يمررها الذين يمارسون الديماغوجيا، وينشرون الإيديولوجيا، والذين يدعون أن لديهم البدائل الجاهزة لمواجهة الأنظمة، وتغيير السياسات، والذين يعتبرون أن لديهم القدرة على القيادة والتوجيه..
أما هو، حين قال ما قال، فإنه لم يكن يمارس سوى عملية تطهير لذاته من أدران واقع مأزوم، من خلال بوح تلقائي تختلط فيه السخرية بمشاعر الرهبة والعجز، وتنكشف فيه شخصية الكائن العفوي المقيم فيه، ذي المزاج الفوضوي المختلف عن المزاج الحربائي الذي يتمتع به بعض مرتزقة الميكروفونات.
وهذا ما كان.
*كاتب -صحفي