DR
مدة القراءة: 4′
رد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، على تصريح الأمين العام لحزب العدالة عبد الإله بنكيران، الذي انتقد فيه حديثه في البرلمان عن أن المغرب “دولة علمانية”.
وقال التوفيق في رسالة عنونها بـ”شكوى إلى الله” مخاطبا بنكيران “ذكرت ما فهم منه الناس أنني قلت إن الدولة في المغرب علمانية، وأنا لم أذكر الدولة؛ لأن الدولة دولة إمارة المؤمنين، وأنت تعرف أنني، بفضل الله، خديماً في باب تدبير الدين منذ أزيد من عقدين من الزمن”.
وعاتب التوفيق بنكيران، على عدم سؤاله عن حديثه في البرلمان، وأردف “وحيث إنك لم تفعل فإنك قد استعليتَ فحاديتَ بالبهتان”.
وزاد في رسالته، مخاطبا بنكيران، “إنك رئيس حزب سياسي عصري، والحزب السياسي العصري مقتبس من نظام غربي علماني، وإنك منتخب على أساس تكافؤ أصوات الناخبين بغض النظر عن معتقداتهم وسيرهم، وهذا الأمر مقتبس من نظام غربي علماني”. وزاد “وإنك عندما كنت رئيساً للحكومة قد اشتغلت على نصوص قوانين تخدم المصلحة العقلانية وتُعرض على تصويت البرلمان، وهذا أمر مقتبس من نظام غربي علماني، لأنك لو أردت أن تستشير شيوخ طائفة لأضعت كثيراً من الوقت بسبب خلافاتهم، وقد قمت بتمرير عدد من القوانين بمرجعية وفاق أو قرارات دولية، وهذا الشأن مقتبس من نظام غربي علماني”.
وأضاف موجها كلامه لبنكيران “كان عليك كرئيس للحكومة أن تقتنع بالحريات الفردية كما ينص عليها الدستور وتحميها قواعد النظام العام، وهذا أمر مقتبس من سياق غربي هو سياق العلمانية، وكان من مراجعاتك أيها الرئيس كل ما يتعلق بالمواطنة، وهو مرجع مقتبس من سياق تاريخي علماني، وإن كنا نجده له بعيديا، التفاصيل في تراثنا الديني”.
كما ذكر التوفيق بنكيران، بتحالفه لتشكيل الحكومة، وهو تحالف “لا يفترض أن يكون حلفاؤك فيه على نفس الاقتناع أو الفهم للدين، وهذه خلطة أخرى “طيبة” متأصلة في مطبخ العلمانية”.
وأنهى رسالته قائلا “نفثت بهذه الشكوى لا لأقنعك، وأنت تعرف أنني لا أريد على المتقولين، بل القصد أن يسمعها “السميع”، وتكون أنت من الشاهدين. وعسى أن يسمعها بعض من سمعوا تشهيرك فيفهموا”.
بنكيران يعتذر ويتمسك بتصريحه
وبعد ساعات رد بنكيران، في رسالة جوابية، وعبر عن أسفه لرسالة التوفيق، التي لامه فيها، وقال “أتعرض لهجمات لا يكادُ يُحصيها المحصون، ولكنني لا أُبالي بمُعظمها لما أعلم من إغراض مقترفيها، إلاَّ أن رسالتك كان لها وقع آخر فتناولت قلمي أنا المُقلُّ في الكتابة لا لأرد عليك ولكن فقط لأوضح لك بعض المعطيات عسى أن تصحح لك الواقعة بالضبط”.
وأكد بنكيران أن ما صرح به التوفيق في البرلمان “ساءه”، وأنه لم “يرد عليه إطلاقا”، وواصل أنه لاحظ أن جهات معادية ومغرضة أرادت أن تستغل التصريح لتركب عليه و”تقرر في أذهان الناس ما لا تقبله أنت ولا أنا”، وتابع “فأنا أعرفك جيدا وأعرف قناعاتك المُعتدلة والرصينة، ولو كنت أريد أن أرد عليك لفعلت ذلك في نفس اليوم”.
وأضاف بنكيران أنه تجنب ذكر اسم التوفيق، ورغم ذلك اعترف بأن حديثه له صلة بتصريحه في البرلمان ولكن المقصود به حسبه “هم المستغلون سَيِّئُو النَّوايا الذين يتربَّصون بالبلد وبمرجعيته وبثوابته الدوائر”.
وعبر عن أسفه إن “سَاءَك تصريحي، فإنني أؤكد لك أنك لست المقصود به وإنما الذين أرادوا استغلاله لأغراض سيئة في أنفسهم، لذا أعلن أنني متمسك بتصريحي ومعتز به، وإن كنت قد شعرتَ بأيِّ إساءةٍ فأنا أعتذر لك علانية ومباشرة وكلمتك لم تغير موقفي منك قيد أنملة”.
وأنهى رده قائلا “إن لم أكن اتصلت بك فأنت كذلك لم تتصل بي، وسامحنا الله جميعاً”.
وكان بنكيران قد قال خلال لقاء تواصلي نظمه حزبه في أولاد برحيل، يوم الأحد 1 دجنبر 2024، إن المغرب “دولة إسلامية وليست علمانية، ملكها أمير المؤمنين وليس ملك عادي، هو أمير المؤمنين ليس منذ اليوم أو البارحة أو شهر، أو سنة، أو 50 سنة، بل منذ قرون عديدة”.
وجاء ذلك ردا على وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، الذي قال الأسبوع الماضي خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمحلس النواب، أنه اجتمع خلال زيارة الرئيس الفرنسي للمغرب إيمانويل ماكرون، بوزير الداخلية الفرنسي برونو ريتيليو في لقاء لم يتم الإعلان عنه في وسائل الإعلام، وأنه “صدم” المسؤول الفرنسي بعدما أخبره أن المغرب دولة “علمانية”، مواصلا أنه قال له “ليس لدينا نصوص مثل نصوص 1905، ولكن إذا أراد شخص شيئا ما، يمكنه أن يفعله، لأنه لا إكراه في الدين”.