سعيد الحارثي – مدريد
مع حلول شهر رمضان المبارك، يشهد مسجد “المجد بلاس روزاس” في مدريد إقبالًا كثيفًا من أفراد الجالية المغربية والمسلمة عمومًا، الذين يقصدونه لإحياء صلاة العشاء والتراويح في أجواء روحانية فريدة.
يُعد هذا المسجد نقطة التقاء هامة للمغاربة المقيمين في المنطقة، حيث يجتمعون يوميًا لأداء الصلاة وتبادل التهاني والتواصل مع بعضهم البعض، ما يضفي على المكان طابعًا عائليًا دافئًا. كما تشكل صلاة التراويح فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية بين أفراد الجالية وتقوية الشعور بالانتماء الديني والثقافي.
وكعادته كل سنة، يستقطب مسجد لاس روزاس إمامًا مغربيًا من بين الأئمة الذين توفدهم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية إلى المساجد الأوروبية خلال شهر رمضان. ويحرص الإمام على تقديم قراءات مميزة وفق رواية ورش عن نافع، التي يُفضّلها معظم المغاربة، إلى جانب تقديم دروس دينية قصيرة قبل الصلاة وبعدها لتعزيز الوعي الديني وتصحيح المفاهيم لدى المصلين.
تعمل إدارة المسجد على توفير تنظيم محكم لصلاة التراويح، خاصة مع الأعداد الكبيرة من المصلين، حيث يتم تخصيص أماكن للرجال والنساء، مع مراعاة راحة كبار السن والأطفال الذين يرافقون أسرهم. كما يسود المسجد جو من الخشوع والتضرع، حيث يحرص الجميع على استغلال هذه اللحظات المباركة في الدعاء والذكر.
إلى جانب كونه مكانًا للعبادة، يلعب مسجد لاس روزاس دورًا مهمًا في توعية الجالية المغربية بشؤونها الدينية، من خلال تقديم محاضرات وندوات خلال رمضان تتناول مواضيع فقهية وأخلاقية وفق المذهب المالكي. كما يُعد المسجد فرصة للأسر لتعريف أبنائهم بقيم الإسلام وتعاليمه السمحة في بيئة قريبة من عاداتهم وتقاليدهم.
لا تقتصر الأجواء في المسجد على الصلوات فقط، بل تمتد لتشمل إفطارات جماعية ينظمها مسؤولوا المسجد، حيث يلتقي المصلون على موائد الإفطار في جو من التآخي والتكافل الاجتماعي، ما يجعل المسجد قلبًا نابضًا بالحياة خلال هذا الشهر الفضيل.
تظل صلاة التراويح في مسجد لاس روزاس تجربة روحانية استثنائية تعكس تلاحم الجالية المغربية في مدريد وحرصها على المحافظة على هويتها الدينية والثقافية. ومع استمرار هذه الأجواء الرمضانية، يظل المسجد منارة إشعاع ديني تجمع بين العبادة والتآخي في رحاب هذا الشهر المبارك.
