سلط مجلس المنافسة الضوء على عدة اختلالات تشوب قطاع الأعلاف المركبة المستخدمة في تغذية الماشية والدواجن بالمغرب، والتي يعد غلاؤها واحدا من الأسباب المباشرة في ارتفاع أسعار اللحوم الذي تشكو منه الأسر المغربية في الآونة الأخيرة ولا سيما الدواجن منها.
وتعتمد صناعة الأعلاف المركبة بالمغرب على المواد الأولية المستوردة، وفي مقدمتها الحبوب وكعك الصوجا، ما يرهن أسعار الأعلاف لتقلبات الأسعار العالمية ويفاقم أزمة القطاع، وفقا للمجلس.
ويعد كعك النباتات الزيتية منتجا يتم الحصول عليه عند استخراج الزيت من البذور الزيتية، كما يعتبر مصدرا هاما للبروتين في التغذية الحيوانية الخاصة بالماشية والدواجن وغيرها من حيوانات المزرعة.
وعلاوة على الحبوب المستخدمة في التغذية الحيوانية، خاصة الذرة التي تعتبر مادة خام ضرورية لصناعة الأعلاف المركبة، يشكل كعك النباتات الزيتية (الصوجا وعباد الشمس والسلجم بالخصوص) أيضا مادة خام أساسية، حيث يبلغ متوسط حجمه 25 في المائة وقيمته 50 في المائة من تركيبة العلف.
وفي هذا السياق، أكد المجلس في تقرير حديث له “أن سوق الحبوب والكعك في المغرب تصطدم بتحديات بنيوية كثيرة، إذ يرتبط إنتاج الكعك ارتباطا وثيقا بسلسلة النباتات الزيتية الوطنية، التي سجلت قفزة كبيرة في تسعينات القرن الماضي قبل أن تتقلص اعتبارا من 1996، وذلك بالتزامن مع تحرير القطاع”.
وأضاف التقرير الذي تناول “وضعية المنافسة في سوق الأعلاف المركبة بالمغرب” أن تراجع القدرات التنافسية إزاء الواردات تسبب في تهاوي الإنتاج المحلي إلى حد كبير، بالرغم من وجود شركتي “لوسيور كريسطال” و” les Huileries du Souss Belhassan “، الفاعلتين في نشاط العصر “trituration”.
وأوضح: “على الصعيد الوطني، يظل نشاط استخلاص الزيوت النباتية الخام انطلاقا من البذور الزيتية محدودا للغاية، وتمارسه شركتان رئيسيتان فقط: “لوسيور كريستال” وles huileries du Souss Belhassan.
واستغرب المجلس من كون الشركتين اللتين تتوفران على قدرات إجمالية تصل إلى 620 ألف طن سنويا لا تستغل هذه الوحدات المستعملة في العصر على نطاق واسع، إذ لا يتعدى معدل استخدامها 5 في المئة تقريبا، ما يطرح تساؤلات بشأن جدواها الاقتصادية، خاصة وأن تغطية التكاليف الثابتة يستلزم تشغيلها لمدة لا تقل عن ستة أشهر في السنة”.
وطيلة الخمس سنوات المنصرمة، عالجت الشركتان، المذكورتان أعلاه، 292.766 طنا من البذور الزيتية، وأنتجتا 77.513 طنا من الزيت الخام، وهو رقم ضعيف بحيث لا يمثل سوى 2,6 في المائة من الاحتياجات الوطنية من الزيت.
وأردف “علاوة على هذه الإكراهات، تشكل العمليات المتقطعة لاستخدام آليات العصر مخاطر أمنية تهدد المنشآت، أبرزها خطر الانفجار الناتج عن الانقطاعات المتكررة”.
وعلاقة بسوق الحبوب، يراهن المغرب بشدة على الواردات، وذلك راجع إلى فترات الجفاف المتكررة التي تنعكس سلبا على الإنتاج الفلاحي المحلي. وتعد حبوب الذرة والشعير، الأساسيين لتغذية الماشية، من أنواع الحبوب الرئيسية المستوردة لتلبية الاحتياجات الوطنية من التغذية المعدة للاستهلاك البشري والحيواني.
ويعرض هذا الاعتماد على الخارج، المغرب لخطر تقلبات الأسعار العالمية، ولضغوط إضافية تثقل الميزان التجاري للبلاد.
وتجدر الإشارة إلى أن مجلس المنافسة قد أعلن عن فتح تحقيق شامل لفحص الوضع التنافسي في قطاع الدواجن. وسيشمل التحقيق أسواق الأعلاف المركبة والكتاكيت ذات اليوم الواحد، نظرا لدورها المحوري في تحديد تكاليف الإنتاج.
وأورد بلاغ صادر عن المجلس، أن هذا الإجراء يأتي “استجابة لشكاوى مربي الدواجن الذين يعانون من ارتفاع حاد في تكاليف الإنتاج، حيث تمثل الأعلاف المركبة ما يصل إلى 75% من هذه التكاليف”. ونتيجة لذلك، تؤدي أي زيادات في أسعار الأعلاف إلى ارتفاعات مباشرة في أسعار الدواجن، مما يثقل كاهل المنتجين والمستهلكين على حد سواء.