شهدت مدينة الدار البيضاء يوم الثلاثاء 10 ديسمبر 2024 افتتاح فعاليات النسخة الثالثة من قمة صناعة السكك الحديدية، وسط حضور لافت لمسؤولين حكوميين وخبراء في القطاع. وتأتي هذه القمة في إطار الجهود المتواصلة للمغرب لتطوير منظومته السككية وتعزيز مكانته كرائد إقليمي في هذا المجال.
وقد أكد محمد ربيع لخليع، رئيس المكتب الوطني للسكك الحديدية، أن المغرب يواجه تحديات كبرى في مجال الصناعة السككية، مشيرًا إلى ضرورة تقوية وتكثيف الربط السككي بين مدن المملكة. ويأتي هذا التوجه في سياق الاستعدادات الجارية لاستضافة كأس العالم 2030، حيث تعتزم المملكة استثمار أكثر من 87 مليار درهم خلال الخمس سنوات القادمة لتوسيع الشبكة وإضافة قطارات جديدة وتأهيل الخطوط الكلاسيكية.
وفي هذا السياق، تبرز شركة SIANA، وهي ثمرة شراكة بين المكتب الوطني للسكك الحديدية المغربي (ONCF) والشركة الوطنية للسكك الحديدية الفرنسية (SNCF)، كلاعب رئيسي في تطوير وصيانة القطارات فائقة السرعة في المغرب. وتهدف الشركة إلى تعزيز نمو أنشطتها في مجال صيانة السكك الحديدية، وتوظيف فريق من المهنيين المؤهلين لمواكبة هذا التطور.
وقد أشار محمد السموني، مدير مؤتمر صناعة السكك الحديدية والمدير العام المساعد في المكتب الوطني للسكك الحديدية، إلى أن هذه القمة تنعقد في فترة تشهد استثمارات مهمة في قطاع السكك الحديدية في أفق 2030. وأضاف أن هذه الاستثمارات ستمكن المغرب من الربط بين الملاعب والمطارات عبر القطار فائق السرعة، مما يعزز جاهزية البنية التحتية لاستضافة كأس العالم.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه القمة تشهد مشاركة واسعة، حيث تضم 600 مشارك من 14 دولة، و120 عارضًا، بالإضافة إلى 200 شركة ومقاولة. وهو ما يعكس الاهتمام الدولي المتزايد بالتجربة المغربية في مجال الصناعة السككية والنقل فائق السرعة.
ختامًا، تؤكد هذه التطورات على التزام المغرب بتطوير قطاع السكك الحديدية وتعزيز دوره كمحرك للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. ومع استمرار الاستثمارات والابتكارات في هذا المجال، يتطلع المغرب إلى تحقيق نقلة نوعية في خدمات النقل وتعزيز مكانته كنموذج رائد في مجال الصناعة السككية على المستويين الإقليمي والدولي.