Site icon الشامل المغربي

تحديات المدربين الأجانب في الدوري المغربي لكرة القدم – أشطاري 24 | Achtari 24

66c1de3408812-1536x864-1.jpeg


تعرف البطولة الاحترافية في المغرب خلال الأسابيع الأخيرة تغييرات ملحوظة على مستوى الأجهزة الفنية للأندية، حيث تم إقالة المدرب الإيطالي غوغليلمو أرينا من تدريب المغرب الرياضي الفاسي، كما أعلن الرجاء الرياضي عن فسخ عقد مدربه البرتغالي ريكاردو سا بينتو.

كثرة الاقالات أعادت النقاش حول قدرة المدربين الأجانب على التكيف مع خصوصيات الدوري المغربي، في وقت يشهد فيه هذا الدوري العديد من التحديات التي تؤثر على أدائهم.

إقالة غوغليلمو أرينا جاءت عقب سلسلة من النتائج السلبية مع “الماص”، حيث فشل الفريق في إيجاد التوازن المنشود في أدائه منذ بداية الموسم.

ورغم التوقعات العالية التي صاحبت تعيينه بعد خلفه المدرب عبد الحي بنسلطان، إلا أن النتائج لم ترقَ إلى تطلعات الجماهير، ما أدى إلى اتخاذ القرار الحاسم بإقالته بعد الخسارة الأخيرة أمام نهضة بركان في الجولة الـ15.

في المقابل، كانت نهاية علاقة الرجاء مع ريكاردو سا بينتو أقل دراماتيكية، حيث تم فسخ العقد بالتراضي بعد سلسلة من النتائج غير المستقرة، رغم تحقيق فوز على اتحاد تواركة. وتُعزى الإقالة إلى التوتر في العلاقة بين المدرب وإدارة النادي، وسط ضغوط جماهيرية متزايدة.

يرى العديد من المتابعين أن فشل بعض المدربين الأجانب في الدوري المغربي يعود إلى عدة أسباب. من أبرز هذه العوامل، عدم التكيف مع البيئة المحلية التي يتميز بها الدوري المغربي، والذي يختلف ثقافيًا وفنيًا عن البطولات الأوروبية.

هذا الاختلاف قد يشكل تحديًا كبيرًا للمدربين الجدد، خاصة الأجانب، الذين يحتاجون إلى وقت لفهم متطلبات الدوري وطبيعة اللاعبين.

علاوة على ذلك، قد يُعد الضغط الجماهيري والإعلامي أحد أبرز العوامل التي تؤثر على المدربين الأجانب. فالجماهير المغربية تُعرف بمطالبها العالية وعدم صبرها على النتائج السلبية، مما يجعل مهمة المدرب أكثر تعقيدًا. في كثير من الأحيان، يحتاج المدربون إلى فترة طويلة لإعادة بناء الفريق وتحقيق استقرار في الأداء، وهو ما قد لا يُتاح لهم دائمًا في ظل الضغوط اليومية.

من المهم الإشارة إلى أن العديد من الأندية المغربية، في بعض الأحيان، لا تعتمد استراتيجية واضحة عند اختيار المدربين. ففي كثير من الحالات، يُختار المدرب بناءً على سمعته أو نجاحاته السابقة في بطولات أخرى، دون مراعاة إذا كان هذا المدرب يتناسب مع متطلبات الفريق وظروف البطولة المحلية. بالإضافة إلى ذلك، فإن غياب الاستراتيجية الطويلة الأمد في التسيير الرياضي يعقد مهمة المدرب في تحقيق النجاح، ويجعل من الصعب بناء فريق قوي قادر على المنافسة على المدى البعيد.

مع تزايد حالات الفشل للمدربين الأجانب، تطرح تساؤلات مشروعة حول ما إذا كان الاعتماد على المدربين المحليين هو الحل الأنسب. فالمحلي عادةً ما يكون أكثر دراية بخصوصيات الدوري المغربي واحتياجات الأندية، إلا أن نجاحه يتطلب توفير ظروف احترافية ملائمة ودعمه بمنظومة عمل تدعمه الإدارة فيها. فالأمر لا يقتصر فقط على خبرة المدرب، بل يتطلب أيضًا تكاملًا بين الإدارة والفريق والعمل المشترك لتحقيق النجاح.

على الرغم من فشل بعض المدربين الأجانب في التأقلم مع الدوري المغربي، إلا أن هذا لا يعني أن المدرب الأجنبي عاجز عن النجاح. في الواقع، بعض الأسماء مثل باتريس كارتيرون ووليد الركراكي أظهرت قدرة المدربين الأجانب والمغاربة على النجاح إذا توفرت الظروف المناسبة. لكن التحدي الأكبر يبقى في توفير بيئة ملائمة وداعمة للمدربين، سواء كانوا محليين أم أجانب، لتمكينهم من تحقيق الأهداف المرجوة.



Source link

Exit mobile version